تاريخه ، والضياء في المختارة ، عن ابن عباس قال : إن أوّل شيء خلقه الله القلم ، فقال له : اكتب ، فقال : يا ربّ وما أكتب؟ قال : اكتب القدر ، فجرى من ذلك اليوم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ، ثم طوي الكتاب ورفع القلم ، وكان عرشه على الماء ، فارتفع بخار الماء ففتقت منه السماوات ، ثم خلق النون فبسطت الأرض عليه ، والأرض على ظهر النون (١) ، فاضطرب النون فمادت الأرض ، فأثبتت بالجبال ، فإن الجبال لتفخر على الأرض إلى يوم القيامة ، ثم قرأ ابن عباس (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ). وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ، والترمذي وصحّحه ، وابن مردويه عن عبادة بن الصامت سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن أوّل ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب ، فجرى بما هو كائن إلى الأبد». وأخرج ابن جرير من حديث معاوية بن قرّة عن أبيه مرفوعا نحوه. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال : إن الله خلق النون ، وهي الدواة ، وخلق القلم ، فقال : اكتب ، قال : وما أكتب؟ قال : اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة. وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة مرفوعا نحوه. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس قال : (ن) الدواة. وأخرج ابن مردويه عنه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «النون : السمكة التي عليها قرار الأرضين ، والقلم الّذي خطّ به ربنا عزوجل القدر خيره وشرّه وضرّه ونفعه ، (وَما يَسْطُرُونَ) قال : الكرام الكاتبون». وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، والحاكم وصحّحه ، من طرق عن ابن عباس في قوله : (وَما يَسْطُرُونَ) قال : ما يكتبون. وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه (وَما يَسْطُرُونَ) قال : وما يعلمون. وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد ومسلم وابن المنذر والحاكم وابن مردويه عن سعد بن هشام قال : أتيت عائشة فقلت : يا أمّ المؤمنين أخبريني بخلق رسول الله ، قالت : كان خلقه القرآن ، أما تقرأ القرآن (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ). وأخرج ابن مردويه ، وأبو نعيم في الدلائل ، والواحدي عنها قالت : «ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال : لبيك ، فلذلك أنزل الله : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)». وأخرج ابن المنذر وابن مردويه ؛ والبيهقي في الدلائل ، عن أبي الدرداء قال : «سئلت عائشة عن خلق رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : كان خلقه القرآن ، يرضى لرضاه ويسخط لسخطه». وأخرج ابن أبي شيبة ، والترمذي وصحّحه ، وابن مردويه عن أبي عبد الله الجدليّ قال : «قلت لعائشة : كيف كان خلق رسول الله صلىاللهعليهوسلم؟ قالت : لم يكن فاحشا ولا متفاحشا ، ولا صخّابا في الأسواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، ولكن يعفو ويصفح». وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله : (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ) قال : تعلم ويعلمون يوم القيامة (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) قال : الشيطان ، كانوا يقولون : إنه شيطان وإنه مجنون. وأخرج ابن جرير عنه في الآية قال : بأيكم المجنون. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عنه أيضا في قوله : (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) يقول : لو ترخص لهم فيرخصون. وأخرج ابن مردويه عنه أيضا (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ) الآية قال : يعني الأسود بن عبد يغوث. وأخرج ابن مردويه عن أبي عثمان النهدي قال : «قال مروان لما بايع الناس ليزيد :
__________________
(١). «النون» : الحوت.