ساكن فيه ، وقيل : سفينته ، وقيل : لمن دخل في دينه ، وانتصاب (مُؤْمِناً) على الحال ، أي : لمن دخل بيتي متصفا بصفة الإيمان ، فيخرج من دخله غير متصف بهذه الصفة كامرأته وولده الّذي قال : (سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ). ثم عمّم الدعوة ، فقال : (وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) أي : واغفر لكل متّصف بالإيمان من الذكور والإناث. ثم عاد إلى الدعاء على الكافرين ، فقال : (وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً) أي : لا تزد المتصفين بالظلم إلا هلاكا وخسرانا ودمارا ، وقد شمل دعاؤه هذا كل ظالم إلى يوم القيامة ، كما شمل دعاؤه للمؤمنين والمؤمنات كل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة.
وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في قوله : (وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً) قال : هذه الأصنام كانت تعبد في زمن نوح. وأخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه عنه قال : صارت الأوثان التي كانت تعبد في قوم نوح في العرب. أما ودّ فكانت لكلب بدومة الجندل ، وأما سواع فكانت لهذيل ، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف ، وأما يعوق فكانت لهمدان ، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع ، أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجلسهم الّذي كانوا يجلسون فيه أنصابا ، وسمّوها بأسمائهم ففعلوا ، فلم تعبد حتى هلك أولئك ، ونسخ العلم ؛ فعبدت.
* * *