سورة البروج
هي اثنتان وعشرون آية ، وهي مكية بلا خلاف ، وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي عن ابن عباس قال : نزلت (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) بمكة. وأخرج أحمد قال : حدّثنا عبد الصمد ، حدّثنا رزيق بن أبي سلمي ، حدّثنا أبو المهزّم ، عن أبي هريرة : أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يقرأ في العشاء الآخرة بالسماء ذات البروج ، والسماء والطارق. وأخرج الطيالسي ، وابن أبي شيبة في المصنف ، وأحمد والدارمي وأبو داود ، والترمذي وحسنه ، والنسائي وابن حبان والطبراني ، والبيهقي في سننه ، عن جابر بن سمرة : أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يقرأ في الظهر والعصر بالسماء والطارق ، والسماء ذات البروج.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ (١) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢) وَشاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (٣) قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ (٤) النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ (٥) إِذْ هُمْ عَلَيْها قُعُودٌ (٦) وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (٧) وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (٨) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (٩) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذابُ الْحَرِيقِ (١٠) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (١١) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (١٢) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (١٣) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (١٤) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (١٥) فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٦) هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (١٧) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (١٨) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (١٩) وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (٢٠) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (٢٢))
قوله : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) قد تقدّم الكلام في البروج عند تفسير قوله : (جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً) (١) قال الحسن ومجاهد وقتادة والضحاك : هي النجوم ، والمعنى : والسماء ذات النجوم. وقال عكرمة ومجاهد أيضا : هي قصور في السماء. وقال المنهال بن عمرو : ذات الخلق الحسن. وقال أبو عبيدة ويحيى بن سلام وغيرهما : هي المنازل للكواكب ، وهي اثنا عشر برجا لاثني عشر كوكبا ، وهي الحمل ، والثّور ، والجوزاء ، والسّرطان ، والأسد ، والسّنبلة ، والميزان ، والعقرب ، والقوس ، والجدي ، والدلو ، والحوت. والبروج في كلام العرب : القصور : ومنه قوله : (وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) (٢) شبهت منازل هذه النجوم بالقصور لكونها تنزل فيها ، وقيل : هي أبواب السماء ، وقيل : هي منازل القمر ، وأصل
__________________
(١). الفرقان : ٦١.
(٢). النساء : ٧٨.