سورة التّكاثر
وهي مكية عند الجميع. وروى البخاري أنها مدنية. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : نزل بمكة (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ). وأخرج الحاكم ، والبيهقي في الشعب ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ألا يستطيع أحدكم أن يقرأ ألف آية في كل يوم؟ قالوا : ومن يستطيع أن يقرأ ألف آية في كل يوم؟ قال : أما يستطيع أحدكم أن يقرأ ألهاكم التكاثر؟!». وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق ، والديلمي عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ في ليلة ألف آية لقي الله وهو ضاحك في وجهه ، قيل : يا رسول الله ومن يقوى على ألف آية؟ فقرأ بسم الله الرّحمن الرّحيم ألهاكم التكاثر إلى آخرها ، ثم قال : والّذي نفسي بيده إنها لتعدل ألف آية». وأخرج مسلم والترمذي والنسائي وغيرهم عن عبد الله بن الشخير قال : «انتهيت إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر ، وفي لفظ : وقد أنزلت عليه ألهاكم التكاثر ، وهو يقول : «يقول ابن آدم : مالي مالي ، وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت؟». وأخرجه مسلم وغيره من حديث أبي هريرة ولم يذكر فيه قراءة هذه السورة ولا نزولها بلفظ : «يقول العبد : مالي مالي ، وإنّما له من ماله ثلاثة : ما أكل فأفنى ، أو لبس فأبلى ، أو تصدّق فأقنى ، وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس». وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، والبيهقي في الشعب ، وضعّفه ، عن جرير بن عبد الله قال : قال لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إني قارئ عليكم سورة ألهاكم التكاثر ، فمن بكى فله الجنة ، فقرأها فمنّا من بكى ومنّا من لم يبك ، فقال الذين لم يبكوا : قد جهدنا يا رسول الله أن نبكي فلم نقدر عليه ، فقال : إني قارئها عليكم الثانية فمن بكى فله الجنّة ، ومن لم يقدر أن يبكي فليتباكى».
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ (١) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ (٢) كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣) ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (٤) كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (٥) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (٦) ثُمَّ لَتَرَوُنَّها عَيْنَ الْيَقِينِ (٧) ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨))
قوله : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) أي : شغلكم التكاثر بالأموال والأولاد والتفاخر بكثرتها والتغالب فيها. يقال : ألهاه عن كذا وألهاه ؛ إذا شغله ، ومنه قول امرئ القيس :
فألهيتها عن ذي تمائم محول (١)
__________________
(١). وصدر البيت : فمثلك حبلى قد طرقت ومرضع.