أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) (١). وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ، وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن مسعود عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قال : «الأمن والصحة». وأخرج البيهقي عن عليّ بن أبي طالب قال : النعيم : العافية. وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : من أكل خبز البرّ ، وشرب ماء الفرات مبردا ، وكان له منزل يسكنه ، فذلك من النعيم الّذي يسأل عنه. وأخرج ابن مردويه عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم في الآية : «أكل خبز البرّ ، والنوم في الظل ، وشرب ماء الفرات مبردا». ولعل رفع هذا لا يصح ، فربما كان من قول أبي الدرداء. وأخرج أحمد في الزهد ، وابن مردويه عن أبي قلابة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم في الآية قال : «ناس من أمتي يعقدون السمن والعسل بالنّقي فيأكلونه» وهذا مرسل. وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن عكرمة قال : لما نزلت هذه الآية. قال الصحابة : يا رسول الله أيّ نعيم نحن فيه؟ وإنما نأكل في أنصاف بطوننا خبز الشعير ، فأوحى الله إلى نبيه صلىاللهعليهوسلم أن قل لهم : «أليس تحتذون النعال ، وتشربون الماء البارد ، فهذا من النعيم». وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وأحمد وابن جرير وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب ، عن محمود بن لبيد قال : لما نزلت (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ) فقرأ حتى بلغ : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) قالوا : يا رسول الله أيّ نعيم نسأل عنه؟ وإنما هما الأسودان : الماء والتمر ، وسيوفنا على رقابنا ، والعدوّ حاضر ، فعن أيّ نعيم نسأل؟ قال : «أما إن ذلك سيكون». وأخرجه عبد بن حميد والترمذي وابن مردويه من حديث أبي هريرة. وأخرجه أحمد ، والترمذي وحسّنه ، وابن ماجة وابن المنذر وابن مردويه من حديث الزبير بن العوّام. وأخرج أحمد في الزهد ، وعبد ابن حميد والترمذي وابن جرير وابن حبان وابن مردويه والحاكم ، والبيهقي في الشعب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن أوّل ما يسأل العبد عنه يوم القيامة من النعيم أن يقال له : ألم نصحّ لك جسدك ونروك من الماء البارد؟». وأخرج أحمد وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه ، والبيهقي في الشعب ، عن جابر بن عبد الله قال : «جاءنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأبو بكر وعمر فأطعمناهم رطبا وسقيناهم ماء ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هذا من النعيم الّذي تسألون عنه». وأخرج عبد بن حميد وابن مردويه والبيهقي من حديث جابر بن عبد الله نحوه. وأخرج مسلم وأهل السنن وغيرهم عن أبي هريرة قالا : «خرج النبيّ صلىاللهعليهوسلم فإذا هو بأبي بكر وعمر ، فقال : ما أخرجكما من بيوتكما الساعة؟ قالا : الجوع يا رسول الله ، قال : والّذي نفسي بيده لأخرجني الّذي أخرجكما فقوما ، فقاما معه ، فأتى رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته ، فلما رأته المرأة قالت : مرحبا ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم : أين فلان؟ قالت : انطلق يستعذب لنا الماء ؛ إذ جاء الأنصاريّ ، فنظر إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم وصاحبيه فقال : الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافا مني ، فانطلق فجاء بعذق فيه بسر وتمر. فقال : كلوا من هذا وأخذ المدية ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إياك والحلوب ، فذبح لهم فأكلوا من الشاة ، ومن ذلك العذق وشربوا ، فلما شبعوا ورووا قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لأبي بكر وعمر : والّذي نفسي بيده لنسألن عن هذا النعيم يوم القيامة» وفي الباب أحاديث.
__________________
(١). الإسراء : ٣٦.