قال الحسن : إذا أرخى الستر وأغلق الباب ، «وبالغيب» متعلق بمحذوف هو حال أو صفة لمصدر خشي (وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) أي : راجع إلى الله مخلص لطاعته ، وقيل : المنيب : المقبل على الطاعة ، وقيل : السليم (ادْخُلُوها) هو بتقدير القول ، أي : يقال لهم ادخلوها ، والجمع باعتبار معنى من ، أي : ادخلوا الجنة (بِسَلامٍ) أي : بسلامة من العذاب ، وقيل : بسلام من الله وملائكته ، وقيل : بسلامة من زوال النعم ، وهو متعلق بمحذوف هو حال ، أي : متلبسين بسلام ، والإشارة بقوله : (ذلِكَ) إلى زمن ذلك اليوم كما قال أبو البقاء ، وخبره (يَوْمُ الْخُلُودِ) وسماه يوم الخلود لأنه لا انتهاء له ، بل هو دائم أبدا (لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها) أي : في الجنة ما تشتهي أنفسهم وتلذ أعينهم من فنون النعم وأنواع الخير (وَلَدَيْنا مَزِيدٌ) من النعم التي لم تخطر لهم على بال ، ولا مرّت لهم في خيال.
وقد أخرج ابن مردويه عن أبي سعيد عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «نزل الله من ابن آدم أربع منازل : هو أقرب إليه من حبل الوريد ، وهو يحول بين المرء وقلبه ، وهو آخذ بناصية كل دابة ، وهو معهم أينما كانوا». وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : (مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ) قال : عروق العنق. وأخرج ابن المنذر عنه قال : هو نياط القلب. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضا ، في قوله : (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) قال : يكتب كل ما تكلم به من خير أو شرّ حتى إنه ليكتب قوله : أكلت وشربت ذهبت جئت رأيت ، حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقرّ منه ما كان من خير أو شرّ وألقى سائره ، فذلك قوله : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ). وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس في الآية قال : إنما يكتب الخير والشرّ ، لا يكتب : يا غلام أسرج الفرس ، يا غلام اسقني الماء. وقد ثبت في الصحيحين وغير هما عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «إن الله غفر لهذه الأمة ما حدّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم». وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد في الزهد ، والحكيم والترمذي وأبو نعيم ، والبيهقي في الشعب ، عن عمرة بن ذرّ قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله عند لسان كل قائل ، فليتق الله عبد ، ولينظر ما يقول». وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس مرفوعا مثله. وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، والحاكم في الكنى ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث ، وابن عساكر عن عثمان بن عفان أنه قرأ : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) قال : سائق يسوقها إلى أمر الله ، وشهيد يشهد عليها بما عملت. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم ، والحاكم في الكنى ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث ، عن أبي هريرة في الآية قال : السائق : الملك ، والشهيد : العمل. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في الآية قال : السائق : من الملائكة ، والشهيد : شاهد عليه من نفسه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا) قال : هو الكافر. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه أيضا (فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ) قال : الحياة بعد الموت. وأخرج ابن