ويقرأ في بعض القراءات (١) : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ) فإن ثبت هذا فهو يدل على التأويل الذي ذكرنا آنفا : أنه أراد بالكبائر كبائر الشرك ، [والله أعلم](٢).
قوله ـ عزوجل ـ : (وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً)
قيل الجنة.
قوله تعالى : (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَسْئَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (٣٢) وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً)(٣٣)
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْضٍ) الآية.
قيل : لا يتمنى الرجل مال أخيه ، ولا امرأته ، ولا داره ، ولا شيئا من الذي له ؛ ولكن ليقل : اللهمّ ارزقنى ، تذكر النوع (٣) الذي رغبت ؛ فالله واجد ذلك ، وهو الواسع العليم (٤).
وقيل : هو كذلك في التوراة.
وقيل : إن أم سلمة قالت : يا رسول الله ، يغزو الرجال ولا نغزو ، ويذكر الرجال ولا نذكر ؛ فنزلت الآية : (وَلا تَتَمَنَّوْا ما فَضَّلَ اللهُ بِهِ) إلى قوله ـ عزوجل ـ : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ)(٥).
ويحتمل : أن يكون هذا التمني في الديانة [وفي الدنيا](٦) :
أما في الديانة : هو أن يتمنى أحد أن يكون قدره مثل قدر آخر عند الناس من العلم ، والزهد ، وغير ذلك ؛ فنهي أن يتمنى ذلك ؛ إذ لم يبلغ هو ذلك المبلغ إلا باحتمال المكاره
__________________
(١) في ب : القراءة.
(٢) سقط من أ.
(٣) في ب : قوله تذكر نوع.
(٤) أخرجه ابن جرير (٨ / ٢٦١) (٩٢٣٨) عن ابن عباس ، وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٢٦٧) وزاد نسبته لابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي بن طلحة عن ابن عباس.
(٥) أخرجه الترمذي (٥ / ١١٨) كتاب التفسير : باب ومن سورة (النساء) (٣٠٢٢) وقال : هذا حديث مرسل ، ورواه بعضهم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مرسلا أن أم سلمة قالت : كذا وكذا ، وأحمد في المسند (٦ / ٣٢٢) ، والطبراني في الكبير (٢٣ / ٦٠٩) والحاكم في المستدرك (٢ / ٣٠٥) وصححه. وابن جرير (٨ / ٢٦١ ـ ٢٦٣ ، ٩٢٣٦ ، ٩٢٣٧ ، ٩٢٣٨ ، ٩٢٤١ ، ٩٢٤٤). وذكره السيوطي في الدر (٢ / ٢٦٦) وزاد نسبته لابن أبي حاتم وابن المنذر.
(٦) في ب : ومن الديانة.