(٨٣) وَما لَنا لا نُؤْمِنُ بِاللهِ وَما جاءَنا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (٨٤) فَأَثابَهُمُ اللهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (٨٥) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ)(٨٦)
وقوله ـ عزوجل ـ : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ)
قال بعضهم : لعنوا بكل لسان ؛ لعنوا على عهد موسى ـ عليهالسلام ـ في التوراة ، وعلى عهد داود في الزبور ، وعلى عهد عيسى في الإنجيل ، وعلى عهد [رسولنا](١) محمد صلىاللهعليهوسلم في القرآن ؛ وهو قول ابن عباس ، رضي الله عنه (٢).
وقيل : مسخوا بدعائهم بما اعتدوا ، فصاروا قردة وخنازير (٣).
قال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : «القردة والخنازير من نسل الذين مسخوا» (٤).
وقال الحسن : «انقطع ذلك النسل» (٥).
وأصل اللعن : هو الطرد ؛ كأنهم طردوا عن رحمة الله.
ويحتمل تخصيص اللعن على لسان داود ؛ لأن داود ـ عليهالسلام ـ كان به غلظة وخشونة ، وهو الذي كان اتخذ الأسلحة وآلات الحرب ، وعيسى كان به لين ورفق ؛ ليعلم أن اللعن الذي كان منهما كان لتعديهم (٦) الحدود ـ حدود الله ـ وعصيانهم ربهم ، وكانوا مستوجبين لذلك محقين ؛ ولذلك استجيب دعاؤهم عليهم باللعن [أعني : دعاء الرسل ، عليهمالسلام](٧).
__________________
(١) سقط من ب.
(٢) أخرجه الطبري (٤ / ٦٥٦) برقمي (١٢٣٠١) وما بعده ، وابن أبي حاتم كما في الدر المنثور (٢ / ٥٣٤).
(٣) قاله أبو مالك الغفاري ، أخرجه عنه الطبري (٤ / ٦٥٧) برقمي (١٢٣٠٧ ، ١٢٣٠٨) ، وأبو عبيد ، وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، كما في الدر المنثور (٢ / ٥٣٤). وقاله قتادة ، أخرجه عنه (٤ / ٦٥٧) ، رقم (١٢٣٠٦) ، وعبد بن حميد وأبو الشيخ ، كما في الدر المنثور (٢ / ٥٣٥).
(٤) اختلفت الرواية في ذلك عن ابن عباس : فأخرجه ابن المنذر عنه بمثل ما ذكره المصنف ، كما في الدر المنثور (١ / ١٤٧) ، وأما الرواية الأخرى : «أن المسخ لم ينسل» فأخرجها عنه الطبري (١ / ٣٧٠) ، رقم (١١٣٩) ، وابن أبي حاتم ، كما في الدر المنثور (١ / ١٤٧).
(٥) أخرجه عنه ابن المنذر كما في الدر المنثور (١ / ١٤٧).
(٦) في الأصول : لاعتدائهم.
(٧) سقط من ب.