ويحتمل : أصحاب محمد صلىاللهعليهوسلم (١).
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَأَثابَهُمُ اللهُ بِما قالُوا) : الثناء الحسن في الدنيا ؛ حيث ذكرهم في القرآن ؛ فيذكرون إلى يوم القيامة ، ويثنى عليهم ، وفي الآخرة : الجنة ونعيمها.
(وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ).
المحسن : كأنه هو الذي يتقي المعاصى ، ويأتي بالخيرات والحسنات جميعا ، يعمل عملين جميعا.
والتقي : هو الذي يتقي المعاصى والمكاره خاصة.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) :
قال بعضهم : «الجحيم» : هو اسم معظم النار (٢).
وقال غيرهم : هو اسم درك من دركات النار ؛ وكذلك «السعير».
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (٨٧) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ)(٨٨)
وقوله ـ عزوجل ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ)
[الآية ترد على المتقشفة (٣) ؛ لأنه نهانا ألا نأكل طيبات ما أحل الله لنا](٤) وهم يحرمون ذلك ، وقال الله ـ عزوجل ـ : (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) [الأعراف : ٣٢] ، ثم لا فرق بين تحريم ما أحل الله لنا من الطيبات ، وتحليل ما حرم الله علينا من الخبائث ، ثم يلزمهم أن يحرموا على أنفسهم التناول من الخبز والماء ، وهما من أطيب الطيبات ؛ ألا ترى أن المرء قد يمل ويسأم (٥) من غيرهما من الطيبات إذا كثر ذلك ، ولا يمل البتة من الخبز والماء ؛ دل أنهما من أطيب الطيبات ، إلا أن يمتنعوا من التناول من غيرهما ؛ إيثارا منهم غيرهم على أنفسهم ؛ لما يلحق القوم من المئونة في غيرهما من الطيبات ولا يلحق في الخبز والماء ؛ لأنهما موجودان ، يجدهما كل أحد ولا يجد غيرهما من الطيبات ، إلا من تحمل مئونة عظيمة ، فإن كان تركهم التناول منها لهذا الوجه ، فإنه لا بأس.
__________________
(١) ينظر : اللباب في علوم الكتاب (٧ / ٤٨٦).
(٢) قاله أبو مالك ، أخرجه عنه ابن أبي حاتم كما في الدر المنثور (١ / ٢٠٩).
(٣) يقال : تقشف فلان : ترك الترفه والتنعم. ينظر : لسان العرب (قشف).
(٤) ما بين المعقوفين سقط من ب.
(٥) سئم : أملّ. لسان العرب (سأم) ، ينظر : المعجم الوسيط (١ / ٤١٣).