الآية ، وإني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ النّاس إذا رأوا منكرا فلم يغيّروه يوشك أن يعمّهم الله بعقاب» ، وبقوله : (لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ) [المائدة : ٦٣] الآية.
ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على مراتب : مع الكفرة : بالقتال والحرب ، ومع المؤمنين : باليد واللسان.
[و] الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب فرض ، ما لم يدخل في ذلك فساد ، ويصير الأمر به والنهي عنه منكرا ، فإذا خشوا ذلك يرخص لهم الترك ، وإلا روي عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال : «قولوها ما لم يكن دونها السيف والسوط ، فإذا كان دونها السيف والسوط فعليكم أنفسكم» (١).
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً).
الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، والذي يرد عليه المعروف والنهي عن المنكر.
(فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
خرج على الوعيد والتحذير.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللهِ إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ (١٠٦) فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (١٠٧) ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاسْمَعُوا وَاللهُ لا يَهْدِي
__________________
(١) أخرجه الحميدي (٣) ، وأحمد (١ / ٥ ، ٧ ، ٩) ، وعبد بن حميد (١) ، وأبو داود (٢ / ٥٢٥) كتاب الملاحم : باب في خبر ابن الصائد (٤٣٣٨) ، والترمذي (٤ / ٤٠ ـ ٤١) أبواب الفتن : باب ما جاء في نزول العذاب إذا لم يغير المنكر ، (٢١٦٨) ، والنسائي في الكبرى (٦ / ٣٣٨ ـ ٣٣٩) كتاب التفسير : باب قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) [المائدة : ١٠٥] (١١١٥٧) ، وابن ماجه (٥ / ٤٨١) كتاب الفتن : باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (٤٠٠٥) ، والبزار (٦٥ ، ٦٦) ، وأبو يعلى (١٢٨ ، ١٣٢) ، وابن حبان (٣٠٤) ، والطبراني في الأوسط (٢٥٣٢) ، والبيهقي (١٠ / ٩١) من طريق قيس بن أبي حازم قال : قام أبو بكر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) ، وإنا سمعنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الناس إذا رأوا المنكر لا يغيرونه ، أوشك أن يعمهم الله بعقابه». وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح. أخرجه سعيد ابن منصور (٤ / ١٦٥٦) رقم (٨٤٤) ، وعبد بن حميد ، كما في الدر المنثور (٢ / ٥٩٩).