من النون والهمزة رسيلتها في المثل المذكور ، فيجعل حكم إحداهما في الزيادة حكم الواو وإن لم يكونا من الغوالب ، والحكم بزيادة النون أولى من الحكم بزيادة الهمزة ؛ لكون زيادة النون في الوسط أكثر من زيادة الهمزة فوزنه فنعلو.
قال : وإنّما لزم الواو الزائدة في الأمثلة المذكورة بعد الهمزة لأنّ الهمزة تخفى عند الوقف والواو تظهرها.
فظهر أنّ تعقيب الفيروزآباديّ للجوهريّ إمّا عن جهل باختلاف القوم ، أو تحامل لا وجه له (١).
* وقال في مادة « كمأ » الكمء ، كفلس : نبات معروف ينتأ من الأرض بلا أصل ولا ورق ولا زهر ، وهو واحد الكمأة ، عكس تمر وتمرة ، وهو من النوادر ؛ يقال : جنيت كمأ واحدا ، وكمأين ، وثلاثة أكمؤ ـ كأفلس ـ وكمأة كثيرة. هذا هو المعروف في اللغة ، وما ذكره الفيروزآبادي من أنّها للواحد ، والكمء للجمع على القياس في قول ، أو هي تكون واحدة وجمعا ، لا معوّل عليه (٢).
* وقال في مادة « لألأ » : واللؤلؤة في قول زهير :
كأنّها بلوى
الأجماد لؤلؤة |
|
أو بطن فيحان
موشيّ الشوى لهق |
قال أبو عبيدة : أراد بها البقرة الوحشية ، وهو من التشبيه بالمجاز ؛ كما تقول : كأنّ لسانه عقيقة ، تريد السيف ، فقول الفيروزآباديّ : اللؤلؤة البقرة الوحشية. ليس
__________________
(١) لاحظ جهل الفيروزآباديّ باختلافهم في وزن « قندأو » و « قندأوة » ، أو معرفته بذلك الاختلاف وتحامله على الجوهري. وفي هذا دفاع في محلّه عن الجوهريّ.
(٢) الفيروزآبادي ذكر جميع الأقوال في هذا الموضع ، وقدّم بالذكر ما هو المعروف عند أهل اللغة ، فلا محذور عليه ، فما ذكره السيّد المصنّف يصلح تنبيها على الأصح المعروف ، وأنّ باقى الوجوه ضعيفة وإن نقلت عن بعض كبار الأئمّة.