فها هم بين مختصر مخل ، وبين مطوّل خالط للآيات ، ومفرّق للمعاني مكرّر للآية حسب معانيها.
ومقابل هذا نرى حسن صنيع السيّد المدني ، في فصله للكتاب ، وذكره كل آية على حدة ، وتفسيرها بوضوح ، ونقل المعاني الموجودة فيها بلا ارتباك ولا تكرار ، قال :
|
« ( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ ) ، علم ، أو عرف ، أو وجد ، أو رأى ـ من رؤية العين أو القلب ـ أو خاف ، أقوال. والكفر : جحود نبوّته وإنكار معجزته ». |
فجمع الاقوال في تفسير « أَحَسَّ » من الآية ، ثمّ استطرد فشرح المراد من الكفر ، وبذلك تبيّن معنى الآية كاملا ، فأفاد في شرح الكتاب شرح المادّة المتوخّاة ، وشرح معنى الآية المباركة ، بكل وجوهها ، بأحسن عبارة واوضح ترتيب ، وبلا تعقيد ولا خلط بالآيات الأخرى.
وفي إفراده الأثر
مثل ما سبق من فائدة هذه المنهجية ، ووضوح المعنى أو المعاني ، والتخلّص من الارتباك.
ففي مادة « نمر » من اللسان قال بعد أن ذكر النمر الحيوان المعروف : « وفي الحديث : نهى عن ركوب النّمار ، وفي رواية : النّمور ، أي جلود النمور ، وهي السباع المعروفة ، واحدها نمر ، وإنما نهى عن استعمالها لما فيها من الزينة والخيلاء ولانه زي العجم أو لأن شعره لا يقبل الدباغ عند أحد الأئمّة إذا كان غير ذكي ، ولعل أكثر ما كانوا يأخذون جلود النمور إذا ماتت ، لأنّ اصطيادها عسير ، وفي حديث أبي أيّوب : انه أتى بدابة سرجها نمور فنزع الصّفّة ... ».