كان الخطب كما قلت لم تنج ولكنه دون ما قلت.
والدّرء بمعنى الشر لم تذكره معاجم اللغة ، مع أنّه معنى صحيح تكلمت به العرب في أمثالها ، ففي شرح هذا المثل من مجمع الأمثال قال : « الدّرء : الدفع ، وكل ما يحتاج إلى دفعه يسمّى درءا ، ومنه درء الأعادي ، أي شرّهم » (١).
فاستدرك السيّد المدنى هذا المعنى في هذه المادّة من شرح المثل ، أخذا من الإمام اللغوي الميداني ، ومن جهة اخرى نرى السيّد المصنف رغم إكباره للزمخشري في أكثر من مجال ، نراه يعرض عن تفسيره هذا المثل في المستقصى بان الدرء هو الخراج الذي يخرج في الابط والحلق.
* وفي مادة « سلأ » قال : « السالئة : المرأة الصّناع تسلأ السمن ، وهنّ نساء سوالئ ».
وقال في المثل : « أكذب من السالئة » أي المرأة التي تسلأ السمن ، لأنّها إذا سلأته كذبت مخافة العين ، وكذبها أنّها تقول : قد احترق ، قد ارتجن ، أي فسد ولم يصف.
والعجب أن كتب اللغة خلت عن اسم الفاعل هذا اعني « السالئة » مع أنّه قياسي ومع أنّها ذكرت قول الفرزدق :
كانوا كسالئة
حمقاء إذ حقنت |
|
سلاءها في أديم
غير مربوب |
ذكروه شارحين السّلاء في قوله « سلاءها » بأنّه اسم السمن المطبوخ ، معرضين عن ذكر السالئة.
__________________
(١) الأمثال للميداني ٢ : ١٨١.