الرجل قد يتنفس وهو لا يشعر به ، فذكر هذا لسرعة نفاذ الساعة ؛ لأنه ليس شيء أسرع جريانا ونفاذا من الريح.
وقال بعضهم (١) : هو على حقيقة النفخ وهو ما ذكرنا.
وقوله ـ عزوجل ـ : (فِي الصُّورِ) قال بعضهم : في صور الخلق ، وقال بعضهم : الصور قرن ينفخ [فيه](٢) إسرافيل فلا ندري كيف هو ، وليس لنا إلى معرفة ذلك حاجة سوى أن فيه ما ذكرنا من سرعة نفاذ البعث.
وقوله ـ عزوجل ـ : (عالِمُ الْغَيْبِ).
أي : يعلم ما يغيب الخلق بعضهم من بعض.
(وَالشَّهادَةِ) ،
ما يشهد بعضهم بعضا.
أو يحتمل عالم الغيب ، أي : يعلم ما يكون إذا كان كيف كان ، أو (٣) يعلم وقت كونه ، والشهادة : ما كان وشوهد ؛ يخبر أنه لا يغيب عنه شيء ولا يعزب عنه (٤).
(وَهُوَ الْحَكِيمُ) : في خلق السموات والأرض ، وخلق ما فيهما ، والحكيم : في بعثهم ، و [الحكيم](٥) هو واضع الشيء موضعه.
(الْخَبِيرُ) بكل شيء.
قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً إِنِّي أَراكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٧٤) وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (٧٥) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (٧٦) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (٧٧) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قالَ يا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)(٧٨) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)(٧٩)
قوله ـ عزوجل ـ : (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ).
__________________
(١) أخرجه ابن جرير (٥ / ٢٣٨) (١٣٤٣٧) عن ابن عباس بنحوه وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٤٣) ، وزاد نسبته لابن أبي حاتم ، وينظر تفسير القرطبي (٧ / ١٥) ، وتفسير الخازن والبغوي (٢ / ٣٩٦) ، وتفسير أبي حيان (٤ / ١٦٥).
(٢) سقط في أ.
(٣) في ب : و.
(٤) في ب : منه.
(٥) سقط في ب.