والتسبيح (١) : هو تمجيد الرب وتنزيهه عما قالت الملحدة (٢) فيه من الولد وغيره (٣).
والتهليل (٤) : هو تمجيد الرب وتنزيهه عما جعلوا له من الشركاء والأضداد ، والوصف له بالوحدانية والربوبية.
والتكبير (٥) : هو تمجيد الرب والوصف له بالعظمة والجلال ، وتنزيهه عمّا وصفوه
__________________
(١) التسبيح في اللغة : التنزيه تقول : سبحت الله تسبيحا ، أي : نزهته تنزيها ، وعرفه الجرجاني وفي التعريفات بأنه : تنزيه الحق عن نقائص الإمكان وأمارات الحدوث وعن عيوب الذات والصفات وكذلك التقديس.
ينظر : لسان العرب (سبح) ، الصحاح (سبح) ، النهاية في غريب الحديث (سبح) وتهذيب الأسماء واللغات للنووي (٢ / ١٤٢).
(٢) يقال لحد إليه : مال ، وقيل : لحد في الدين يلحد ، وألحد مال وعدل ، وقيل لحد : مال وجار ، وقال ابن السكيت : الملحد : العادل عن الحق المدخل فيه ما ليس فيه ، والإلحاد اصطلاحا : الشك في الله أو في أمر من المعتقدات الدينية. وللإلحاد تاريخ طويل حافل ، وله صور كثيرة متنوعة ، غير أن أوسع معنى يعزى إليه ، هو أنه إنكار للنصوص السائدة عن الله أو المعتقدات الدينية ، فقد أطلقت كلمة (ملحد) على (اسبينوزا) لأنه ربط بين الله والعلم على نحو مخالف للفكرة الدينية اليونانية عن الآلهة.
وفي المجتمع الإسلامي اختلفت أسباب الإلحاد ، فمنهم من ألحد لأسباب من العصبية القومية ، حملته على أن يتعصب لدين آبائه من المجوس والوثنية المانوية ، كما فعل ابن المقفع وبشار.
وهناك فريق ألحد فرارا من تكاليف الدين وطلبا لسلوك مسلك الحياة الماجنة ، كما هو الحال بالنسبة إلى كثير من الشعراء ممن ينتسبون إلى «عصبة المجان» على حد تعبير أبي نواس.
وهناك فريق ثالث يتنازعه العاملان ؛ فجمع بين سلوك المجان ، وبين عصبية الشعوبيين ، مثل أبان ابن عبد الحميد.
ومن هنا أطلق على كل صاحب بدعة ملحد ، بل انتهى الأمر أخيرا إلى أن أطلق لفظ (ملحد) على من كان يحيى حياة المجون من الشعراء والكتاب. وأشهر من وصفوا بالإلحاد : ابن الراوندي الذي عاش في القرن الثالث الهجري.
ينظر : تاج العروس (٩ / ١٣٤) ، الموسوعة الإسلامية طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ص (١٩٧).
(٣) سيأتي الرد على نسبة الولد إلى الله تعالى وأنه من الإفك والزور والبهتان عند قول الله تعالى (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [الأنعام : ١٠١].
(٤) هو قول لا إله إلا الله ، يقال : هلل الرجل ، أي قال : لا إله إلا الله ، ولا يخرج معناه اللغوي عن معناه الاصطلاحي غير أن التسبيح أعم من التهليل ؛ لأن التسبيح تنزيه الله عزوجل عن كل نقص ، أما التهليل فهو تنزيه عن الشرك.
ينظر لسان العرب م (هلل) المصباح المنير م (هلل) ، نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج (١ / ٥٢٨).
(٥) التكبير في اللغة : التعظيم كما في قول الله تعالى (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) [المدثر : ٣] أي : فعظم وأن يقال : الله أكبر.
وروى صاحب كتاب العناية على الهداية أنه لما نزل (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «الله أكبر» فكبرت خديجة وفرحت ، وأيقنت أنه الوحي ، ولا يخرج معناه اللغوي عن المعنى الاصطلاحي. ـ