مسيرة شهرين بليلة واحدة (١) ، ونطق العناق (٢) الذي شوي له (٣) ، وحنين المنبر (٤) ، وغير ذلك من الأشياء مما يكثر ذكرها (٥). لكنهم عاندوا ، وكانت همتهم العناد.
وقوله ـ عزوجل ـ : (قُلْ إِنَّ اللهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً) : التي سألوك ، (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) : يحتمل وجهين :
يحتمل : أن [يكون](٦) أن أكثرهم لا يعلمون أنه إذا أنزل آية على أثر السؤال لأنزل عليهم العذاب واستأصلهم إذا عاندوا.
ويحتمل قوله تعالى : (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) : أنه لا ينزل الآية إلا عند الحاجة [بهم](٧) إليها.
ويحتمل ألا يسألوا (٨) الآية ليعلموا ، ولكن يسألون ؛ ليتعنتوا.
__________________
(١) أخرجه البيهقي في الدلائل (٢ / ٣٥٥ ـ ٣٥٧) من حديث شداد بن أوس وقال صحيح الإسناد وفيه أنه قطع مسيرة شهر في ليلة واحدة ، وهذا في ليلة الإسراء والمعراج وذكره السيوطي في الدر المنثور (٤ / ٢٦٣) وزاد نسبته للبزار وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه ، وعزاه السيوطي أيضا لابن أبي حاتم عن أنس بن مالك
(٢) جمع أعنق وعنق وعنوق. والعناق : الأنثى من أولاد المعز والغنم من حين الولادة إلى تمام الحول ، ينظر المعجم الوسيط (١ / ٦٣٢) (عنق).
(٣) أخرجه البخاري (٥ / ٥٥٠) كتاب الهبة باب قبول الهدية من المشركين (٢٦١٧) ومسلم (٤ / ١٧٢١) كتاب السلام باب السم (٤٥ / ٢١٩٠) من حديث أنس بن مالك قال : أن يهودية أتت النبي صلىاللهعليهوسلم بشاة مسمومة فأكل منها فقيل : ألا نقتلها؟ قال لا. فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلىاللهعليهوسلم وفي رواية البزار عنه كما في مجمع الزوائد (٨ / ٢٩٨) (قال رسول الله : إن عضوا من أعضائها يخبرني أنها مسمومة ...)
وفي الباب عن ابن عباس ، وأبي سعيد ، وجابر ، وكعب بن مالك ، وغيرهم.
(٤) ينظر : البخاري (٦ / ٦٩٦) كتاب المناقب ، باب علامات النبوة في الإسلام (٣٥٨٥) والشافعي (١ / ١٤٢) كتاب الجمعة (٤١٦) ومن طريقه البغوي في شرح السنة (٧ / ٧٥ ـ ٧٦) كتاب الفضائل باب علامات النبوة (٣٦١٨) من حديث جابر بن عبد الله.
(٥) منها انشقاق القمر كما في سبل الهدى والرشاد (٩ / ٥٩٩) والصحيحين وأحمد وغيرهما.
وحبس الشمس له صلىاللهعليهوسلم في الطبراني والبيهقي ، وفي رد الشمس بعد غروبها ببركة دعائه صلىاللهعليهوسلم كما في الطبراني في المعجم الكبير.
وغير ذلك كثير كما هو مدون في كتب السير والتاريخ والخصائص والفقه والله أعلم.
(٦) سقط في ب.
(٧) سقط في ب.
(٨) ورد في ب : ألا يسألون وهو وجه له صحته من كلام العرب فقد ورد رفع الفعل بعد (أن) كقراءة ابن محيصن (لمن أراد أن يتم الرضاعة) يرفع «يتم» ويكون تخريج ذلك على وجهين أن (أن) هنا لا عمل لها ويكون الفعل بعدها مرفوعا بالتجرد من العوامل الناصبة والجازمة ، وإما أن يكون الرفع من عمل (أن) وهو تعدد العمل للعامل الواحد كالرفع والنصب ل «أن» مثلا ، ومن ذلك قول الشاعر :
أن تقرءان على أسماء ويحكما |
|
مني السلام وألا تشعرا أحدا ـ |