وقوله ـ عزوجل ـ : (أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ) قيل : كفروا نعمة ربهم ، أو كفروا بآيات ربهم ، فذلك كله كفر بالله.
وقوله ـ عزوجل ـ : (أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) [أي : ألا بعدا لثمود](١) من رحمة الله.
قوله تعالى : (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (٦٩) فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ (٧٠) وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (٧١) قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (٧٢) قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٧٣) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ (٧٤) إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (٧٥) يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ)(٧٦)
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى) : اختلفوا في هذه البشارة ؛ قال بعضهم : جاءوا هم ببشارة إسحاق والحافد. وهو قوله : (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ). وقال بعضهم : جاءوا ببشارة إهلاك قوم لوط وإنجاء لوط وأهله ، قيل : لأن لوطا كان ابن أخى إبراهيم ، وكان لوط فزع إلى الله بسوء عمل قومه وصنيعهم ودعا بالنجاة منهم ، وهو قوله : (إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ ...) الآية [الشعراء : ١٦٨] حتى ذكر في بعض القصة أن سارة قالت لإبراهيم : ضم ابن أخيك إلى نفسك فإن قومه يعذبون ، كأنها عرفت أنه لا يتركهم على ما هم عليه بسوء عملهم. قالوا : جاءوا بالبشارتين جميعا : ببشارة الولد والحافد ، وبشارة هلاك قوم لوط ونجاة لوط وأهله ؛ إلى هذا يذهب بعض أهل التأويل.
وقوله ـ عزوجل ـ : (قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ) : هذا يدل أن السلام هو سنة الأنبياء والرسل والملائكة في الدنيا والآخرة ، ولم تخص هذه الأمة به بل كان سنة الرسل الماضية والأمم السالفة وكذلك هو تحية أهل الجنة لقوله : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ) [الزمر : ٧٣] ونحوه ، هذا يدل على ما ذكرنا.
ثم انتصاب قوله : (سَلاماً) وارتفاع الثاني ؛ لأن الأول انتصب لوقوع القول عليه كقولك : قال قولا ، والثاني حكاية لقولهم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ).
__________________
(١) سقط في أ.