أحدهما : إلا.
والثاني : لما ؛ أي : «لممما» اجتمع فيها ميمات طرحت الواحدة وأدغمت إحداهما في الأخرى.
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِنَّهُ بِما يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) وهو وعيد.
قوله تعالى : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١٢) وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (١١٣) وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ (١١٤) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)(١١٥)
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا) وقال في موضع آخر : (فَلِذلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ) قال بعضهم قوله : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ) الاستقامة هو التوحيد ؛ أي : استقم عليه حتى تأتى به ربك ؛ كقوله : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) على ذلك حتى أتوا على الله به.
وقال بعضهم : (قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا) بما تضمن قوله : (رَبُّنَا اللهُ) لأن قوله : (رَبُّنَا اللهُ) إقرار منه له بالربوبية ، فيجعل في نفسه وجميع أموره الربوبية لله ، والألوهية له ، ويجعل في نفسه العبودية له ؛ هذه هي الاستقامة التي ذكر ، والله أعلم ، أن يجعل في نفسه وجميع أموره الربوبية لله ، والألوهية له ، ويأتي ما يجب [أن يؤتى ، وينتهي عما يجب أن ينتهي](١) ، ويتبع جميع أوامره ونواهيه ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَاسْتَقِمْ) لرسول الله ، يحتمل على تبليغ الرسالة إليهم.
وقوله : (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ) يخرج على وجهين :
أحدهما : استقم على ما أمرت ومن آمن معك ـ أيضا ـ يستقيم على ما أمروا.
والثاني : يقول : امض إلى ما أمرت حرف (كَما) يخرج على هذين الوجهين اللذين ذكرناهما على ما أمرت ، وإلى ما أمرت.
__________________
ـ عن عاصم شددوا (إن) و (لما) معا ، وأن أبا عمرو والكسائى شددا (إن) وخففا (لما) ، فهذا أربع قراءات للقراء في هذين الحرفين.
ينظر اختلاف السبعة في هذه القراءة فى : الحجة (٤ / ٣٨٠ ، ٣٨١) ، وإعراب القراءات السبع (١ / ٢٩٤) ، وحجة القراءات ص (٣٥١ ، ٣٥٢) ، والإتحاف (٢ / ١٣٥ ، ١٣٦) ، والمحرر الوجيز (٣ / ٢١٠) ، والبحر المحيط (٥ / ٢٦٦) ، والدر المصون (٤ / ١٣٥).
ينظر اللباب (١٠ / ٥٧٦).
(٦) في أ : فيحتمل.
(١) في أ : ما يؤتى وينتهي ما يجب ما ينتهي.