وقوله ـ عزوجل ـ : (وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) هذا قد ذكرناه فيما تقدم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ).
أي : لا مرد لقضائه إذا قضى أمرا كان كقوله ، (لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) [الرعد : ٤١] (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) وقال أهل التأويل : إنه بيع بعشرين درهما أو بعشرين [ونيف](١) ؛ فذلك مما لا يعلم إلا بخبر سوى أن فيه أنه بيع بثمن الدون والنقصان بقوله : (بَخْسٍ) والبخس هو النقصان ؛ يقال : بخسته ؛ أي : نقصته ؛ كقوله : (وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْياءَهُمْ) [الأعراف : ٨٥] ؛ أي : لا تنقصوا ، وهو ما قال : (وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ) [هود : ٨٤].
وقيل : البخس : الظلم والحرام ، وقد ذكرناه ، والله أعلم.
قوله تعالى : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٢٢) وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ قالَ مَعاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (٢٣) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ (٢٤) وَاسْتَبَقَا الْبابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيا سَيِّدَها لَدَى الْبابِ قالَتْ ما جَزاءُ مَنْ أَرادَ بِأَهْلِكَ سُوءاً إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٥) قالَ هِيَ راوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ أَهْلِها إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكاذِبِينَ (٢٦) وَإِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (٢٧) فَلَمَّا رَأى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (٢٨) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ)(٢٩)
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) الأشد : هو اشتداد كل شيء ونهاية كل نوع في الكمال يحتمل أشده : انتهاء بلوغه أو انتهاء شبابه ، أو انتهاء عقله في التمام ؛ لا يخلو من هذه الوجوه الثلاثة.
وقول أهل التأويل : من ثماني عشرة سنة إلى أربعين ؛ لأنه به يتم ويكمل كل نوع (٢) من ذلك إلى ذلك ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً).
يحتمل قوله : حكما : الحكم بين الناس ، والعلم : في الحكم.
__________________
(١) في أ : زيف.
(٢) في أ : أنواع.