منعهم الناس [من] الإيمان به وتصديقه أو غيره من المعاصي](١) أو قطع الطريق.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) يحتمل ما أمر الله به أن يوصل : ما ذكرنا من وصل الإيمان ببعض الرسل بالكل (٢) وبجميع الكتب ، ويحتمل (٣) : صلة الأرحام التي فرض عليهم صلتهم ؛ قطعوا ذلك.
أو أمرهم أن يصلوا أعمالهم بما اعتقدوا.
وقوله ـ عزوجل ـ : (أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).
اللعنة : هي الطرد ـ في اللغة ـ والإبعاد ؛ كأنهم طردوا وأبعدوا عن رحمة الله في الآخرة ، أو طردوا وأبعدوا من هداية الله وإرشاده في الدنيا.
(وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ).
قد ذكرنا أنهم دعوا إلى دار ؛ وحذروا عن دار : دعوا إلى دار السلام ؛ فإن أجابوا فلهم الحسنى ؛ على ما ذكر ، وحذروا عن دار الهوان ؛ [فإن لم يحذروا فلهم](٤) دار السوء والهوان.
أو سماها سوء الدار ؛ لما يسوء مقامهم فيها ، أو ذكر لأهل النار سوء الدار مقابل ما ذكر لأهل الجنة : حسن المآب وحسن الثواب والحسنى.
قوله تعالى : (اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ مَتاعٌ (٢٦) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنابَ (٢٧) الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (٢٨) الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (٢٩) كَذلِكَ أَرْسَلْناكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِها أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتابِ)(٣٠)
وقوله ـ عزوجل ـ : (اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ).
يرغبهم فيما عنده ويؤيسهم عما في أيدي الخلق ، ويقطع رجاءهم عن ذلك ؛ لأن الذي كان يمنعهم عن الإيمان به ، ويحملهم على تكذيب الرسل ؛ وترك الإجابة ـ هذه الأموال التي كانت في أيدي أولئك ، وبها [رأوا دوام](٥) الرئاسة والعز والشرف لهم في هذه
__________________
(١) ما بين المعقوفين سقط في أ.
(٢) في أ : ما لكل.
(٣) في أ : ومحتمل.
(٤) في أ : فلم يحذر.
(٥) في أ : رأونا.