وقوله ـ عزوجل ـ : (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ).
أي : في الآخرة.
(بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ).
على تأويل من قال : الحياة الطيّبة في الدّنيا.
وقال بعضهم ـ وهو قول أبي بكر ـ : (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) :
في الدنيا ، ما ذكر هؤلاء.
وقال بعضهم (١) : (حَياةً طَيِّبَةً) الرزق الحلال.
وقوله : (بِأَحْسَنِ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) : وقد ذكرنا.
قوله تعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ (٩٨) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٩٩) إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (١٠٠) وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٠١) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (١٠٢) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣) إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ لا يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٠٤) إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ)(١٠٥)
وقوله ـ عزوجل ـ : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ).
وقال في آية أخرى : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) [الأعراف : ٢٠٠] ، وقال في آية أخرى : (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) الآية [المؤمنون : ٩٧].
فيجب أن يتعوذ من همزاته على ما أمر رسوله ، أو عند نزغ الشيطان على ما ذكر ، لكنه إذا تعوذ منه ـ تعوذ من همزاته ونزغاته.
فإن قيل : كيف خصّ قراءة القرآن بالتعوذ منه دون غيره من الأذكار ، والعبادات ، والأعمال الصالحة؟
قيل : قد يتعوذ منه دون غيره ـ أيضا ـ في غيره من العبادات والأذكار ؛ بقولهم : «بسم
__________________
(١) قاله ابن عباس ، وأخرجه ابن جرير (٢١٨٩٣) و (٢١٨٩٨) ، وعبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم ، كما في الدر المنثور (٤ / ٢٤٤) ، وهو قول الضحاك.