سورة مريم وهي مكية
بسم الله الرّحمن الرّحيم
قوله تعالى : (كهيعص (١) ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا (٢) إِذْ نادى رَبَّهُ نِداءً خَفِيًّا (٣) قالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (٤) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا)(٦)
قوله : (كهيعص).
قيل (١) : اسم من أسماء القرآن.
وقيل : اسم من أسماء الله تعالى ، وعلى ذلك روى عن علي (٢) ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : يا كهيعص ، اغفر لي.
قال أبو بكر الأصم : لا يصح هذا من على ؛ لأن هذا لم يذكر في أسمائه المعروفة التي يدعى بها.
وقال بعضهم : حروف من أسماء الله افتتح بها السورة فهو ما ذكرنا ، وهو الأوّل ، وقال بعضهم : الكاف مفتاح اسمه كاف ، والهاء مفتاح اسمه هاد ، والعين مفتاح اسمه عالم ، والصاد مفتاح اسمه صادق.
وقال ابن عباس (٣) : الكاف من كريم ، والهاء من هاد ، والياء من حكيم ، والعين من عليم ، والصاد من صادق.
وقال الربيع بن أنس (٤) : الياء من قوله : (وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ) [المؤمنون : ٨٨].
وقال الكلبي (٥) : هو ثناء أثنى الله على نفسه ؛ فقال : كاف هاد عالم صادق ، يقول : كاف لخلقه ، هاد لعباده ، عالم ببريّته وبأمره ، صادق في قوله.
__________________
(١) قاله قتادة : أخرجه ابن جرير (٢٣٤٧٦) ، وعبد الرزاق وعبد بن حميد ، كما في الدر المنثور (٤ / ٤٦٦).
(٢) أخرجه ابن جرير (٢٣٤٧٣).
(٣) أخرجه عبد الرزاق وآدم بن أبي إياس وعثمان بن سعيد الدارمي في التوحيد وابن جرير (٢٣٤٤٠ ، ٢٣٤٥٦ ، ٢٣٤٦٤) ، وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات ، كما في الدر المنثور (٤ / ٤٦٥).
(٤) أخرجه ابن جرير (٢٣٤٥٣) ، وابن أبي حاتم ، كما في الدر المنثور (٤ / ٤٦٦).
(٥) أخرجه ابن مردويه ، كما في الدر المنثور (٤ / ٤٦٥).