عليهم والثناء على قول قوم حيث قالوا : «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم».
قوله تعالى : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا (٥١) وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا (٥٢) وَوَهَبْنا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنا أَخاهُ هارُونَ نَبِيًّا)(٥٣)
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مُوسى) : هو ما ذكرنا في قوله : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ) [مريم : ٤١] ، وقوله : (وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ) [مريم : ١٦] ـ على قول الحسن ـ صلة قوله : (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) [مريم : ٢] ، أي : اذكر رحمة ربك موسى.
وعلى قول غيره من أهل التأويل ، أي : اذكر لهم نبأ موسى وقصته في الكتاب ، وهو ما ذكرنا فيما تقدم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً) ، و (مُخْلَصاً) ، وقد قرئ بالنصب والخفض جميعا :
قال بعضهم (١) : (مُخْلَصاً) : أخلصه الله واصطفاه واختاره لرسالته ونبوته.
وقوله : (مُخْلَصاً) بالخفض ، أي : أخلص عبادته وتوحيده له.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا).
قال بعضهم : الرسول هو الذي ينبئ ويخبر عن التأويل.
وقال بعضهم : الرسول هو الذي ينزل عليه الوحي والكتاب ، والنبي هو الذي ينبئ لا عن لسان ، وأصل النبي هو الذي ينبئ عن كل خير وبركة ، وسمي : نبيّا ، لاجتماع خصال فيه ، كالصدّيق لا يسمى إلا بعد اجتماع كل خصال الخير والبركة ما لو انفرد بكل خصلة من تلك الخصال سمّي : صادقا ، فإذا اجتمع ذلك سمي : صدّيقا ، فعلى ذلك النبي سمي نبيّا لاجتماع خصال [فيه] ، وهو ما روي في الخبر : «الرّؤيا الصّالحة جزء من خمسة وأربعين جزءا من النّبوّة» (٢) ، «والسّمت الحسن جزء من خمسة وعشرين جزءا من النّبوّة» (٣)
__________________
(١) قاله ابن جرير (٨ / ٣٥٠).
(٢) أخرجه البخاري (١٤ / ٤١٠) كتاب التعبير : باب من رأى النبي صلىاللهعليهوسلم في المنام (٦٩٩٤) ، ومسلم (٤ / ١٧٧٤) كتاب الرؤيا (٢٢٦٤) عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» وأخرجه البخاري (٦٩٨٧) ومسلم (٧ / ٢٢٦٤) عن أنس بن مالك عن عبادة بن الصامت باللفظ السابق.
وأخرجه البخاري (٦٩٨٨) ، ومسلم (٨ / ٢٢٦٣) بلفظ سابقه ، وأخرجه البخاري (٦٩٨٩) عن أبي سعيد الخدري بنحوه. وفي الباب عن ابن عمر وابن عباس ولقيط بن عامر وغيرهم.
(٣) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٤٦٨) ، (٧٩١) ، وأبو داود (٢ / ٦٦٢) كتاب الأدب : باب في الوقار (٤٧٧٦) عن ابن عباس أن نبي الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن الهدي الصالح والسمت الصالح والاقتصاد ـ