«إنما سمى البيت العتيق ؛ لأنه لم يظهر عليه جبّار» (١) فإن ثبت هذا فهو هو.
قوله تعالى : (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (٣٠) حُنَفاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ (٣١) ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (٣٢) لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ (٣٣) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (٣٤) الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣٥) وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْناها لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٣٦) لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)(٣٧)
وقوله : (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ) قوله : (ذلِكَ) جائز أن يكون الذي تقدم ذكره
__________________
ـ قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
وأخرجه البخاري (٣ / ٥١٣ ـ ٥١٤) كتاب : الحج : باب فضل مكة وبنيانها ، (١٥٨٤) ، ومسلم (٢ / ٩٧٣) كتاب : الحج ، باب : جدر الكعبة وبابها (٤٠٥ / ١٣٣٣) ، والطيالسي (١ / ٢١٥ ـ منحة) رقم (١٠٤١) ، والنسائي (٥ / ٢١٥) كتاب : المناسك ، والدارمي (٢ / ٥٤) كتاب : المناسك ، باب :
الحجر من البيت من طريق الأسود بن يزيد عن عائشة.
وأخرجه البخاري (٣ / ٥١٤) كتاب : الحج ، باب : فضل مكة وبنيانها (١٥٨٥) ، ومسلم (٢ / ٩٦٨) كتاب : الحج ، باب : نقض الكعبة وبنائها حديث (٣٩٨ / ١٣٣٣) ، وأحمد (٦ / ٥٧) ، والنسائي (٥ / ٢١٥) كتاب : المناسك ، باب : في بناء الكعبة من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لو لا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة ولجعلتها على أساس إبراهيم فإن قريشا حين بنت البيت استقصرت ولجعلت لها خلفا ..».
وأخرجه البخاري (٣ / ٥١٤) كتاب : الحج ، باب : فضل مكة وبنيانها ، حديث (١٥٨٦) ، والنسائي (٥ / ٢١٤) كتاب : الحج ، باب : بناء الكعبة من طريق يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة به.
وأخرجه أحمد (٦ / ١٨٠) ، ومسلم (٢ / ٩٦٩ ـ ٩٧٠) كتاب : الحج ، باب : نقض الكعبة وبنائها وأبو يعلى (٨ / ٩٢) رقم (٤٦٢٨) ، وابن خزيمة (٤ / ٣٣٥) رقم (٣٠١٩) من طريق سعيد بن ميناء عن عبد الله بن الزبير قال : حدثتني خالتي يعني عائشة قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «يا عائشة لو لا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض وجعلت لها بابين بابا شرقيّا وبابا غربيّا ...».
(١) أخرجه ابن جرير (٢٥١١٧ ، ٢٥١١٨) ، والبخاري في التاريخ الكبير (١ / ٦١٩) ، والترمذي (٣١٧٠) والحاكم (٢ / ٣٨٩) ، والبيهقي في الدلائل (١ / ١٢٥) ، والطبراني وابن مردويه ، كما في الدر المنثور (٤ / ٦٤٣).