دخل منا رجل بيته فوجد رجلا على بطن امرأته ، [و] أراد أن يخرج فيجيء بأربعة رجال شهود ؛ ليشهدوا على ذلك ـ قضى الرجل حاجته وخرج ، وإن هو عجل فقتل قتل به ، وإن هو قال : وجدت فلانا مع فلانة ، ضرب به الحدّ ، ولاعن امرأته ، وإن سكت سكت على غيظ!!». فذكر أنه ابتلي بذلك من بين الناس ؛ فأتى رسول الله فأخبره بذلك ، وقال : وجدت فلانا على بطنها ؛ فأرسل رسول الله إلى امرأته وإلى فلان ، فجمع بينهما وبين عاصم فقال للمرأة : ويحك ، ما يقول زوجك؟! قالت : يا رسول الله ، إنه لكاذب ؛ ما رأى شيئا من ذلك ، ولكنه رجل غيور ؛ فذلك الذي حمله على أن يتكلم بالذي تكلم ، فكان فلان ضيفا عنده يدخل ويخرج علي وهو يعلم ذلك ، فلم ينهني عن ذلك ساعة من ليل ونهار أن يدخل علي ؛ فسأله عن ذلك فقال : يا عاصم ، اتق الله في حليلتك ، ولا تقل إلا حقّا!! قال : يا رسول الله ، أقسم بالله ما قلت إلا حقّا ، ولقد رأيته يغشى على بطنها ، وهي حبلى وما قربتها منذ كذا وكذا ؛ فأمرهما رسول الله أن يتلاعنا عند ذلك ، وقال : يا عاصم ، قم فاشهد أربع شهادات بالله أنه لكما قلت ، وأنك لمن الصادقين في قولك عليها ، ثم قال : والخامسة : أن لعنة الله عليك إن كنت من الكاذبين ؛ ففعل ما ذكر ، ثم قال للمرأة مثل ذلك ؛ فشهدت أربع شهادات بالله : إنه لمن الكاذبين عليها ، والخامسة : أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين في قوله ، فلما تلاعنا وفرغا من اللعان فرق بينهما ، ثم قال للمرأة : إذا ولدت فلا ترضعيه حتى تأتيني به ، فلما انصرفوا عنه قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إن ولدته أحيمر مثل الينعة فهو الذي يشبه أباه الذي نفاه ، وإن ولدته أسود أدعج جعدا قططا فهو يشبه الذي رميت به ، فلما وضعت أتت به رسول الله ، فنظر إليه فإذا هو أسود أدعج جعد قطط على ما نعته رسول الله صلىاللهعليهوسلم يشبه الذي رميت به ؛ فقال رسول الله : لو لا اللعان والأيمان التي سلفت لكان لي فيها رأي (١).
وفي بعض الأخبار أنه لما جمع بينهما قال لها : بعد أن تلاعنا : «فإن الله يعلم أن أحدكما كاذب ؛ فهل منكما تائب؟!» (٢) ، [و] قال : «عذاب الآخرة أشد من عذاب
__________________
(١) أخرجه البخاري (١٠ / ٥٦٩) ، كتاب الطلاق : باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم : «لو كنت راجما بغير بينة» (٥٣١٠) ، ومسلم (٢ / ١١٣٤) ، كتاب اللعان (١٢ / ١٤٩٧) ، والنسائي (٦ / ١٧٤) ، كتاب الطلاق : باب قول الإمام : اللهم بيّن ، وابن ماجه (٤ / ١٧٢) ، كتاب الحدود : باب من أظهر الفاحشة (٢٥٦٠) ، وأحمد (١ / ٣٣٥ ، ٣٣٦ ، ٣٥٧ ، ٣٦٥) بنحوه.
(٢) أخرجه البخاري (٩ / ٣٨١) كتاب التفسير : باب «ويدرأ عنها العذاب ...» الآية (٤٧٤٧) ، وأحمد (١ / ٢٣٨ ، ٢٤٥ ، ٢٧٣) ، وأبو داود (٢ / ٦٨٤) ، كتاب الطلاق : باب في اللعان (٢٢٥٤) ، (٢٢٥٦) ، والترمذي (٥ / ٢٣٩ ، ٢٤٠) ، كتاب التفسير : باب (ومن سورة النور) ، (٣١٧٩) ، وأحمد (١ / ٢٣٨ ، ٢٤٥ ، ٢٧٣).