الزنا حرام في الأديان كلها.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللهَ مِنْ بَعْدِ إِكْراهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) هذا يحتمل وجهين :
[أحدهما :] يرجع إلى الإماء يقول : فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم لهن ، وكذلك روي في بعض الحروف أنه قرئ : فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم (١).
والثاني : يرجع إلى السادات ؛ فإن الله لهم غفور رحيم إذا تابوا ، وأصلحوا. والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ آياتٍ مُبَيِّناتٍ) بخفض الياء ونصبها ، ثم يحتمل أن يكون المراد بالآيات : آيات القرآن جميعا ، وقوله : (مُبَيِّناتٍ) بالخفض ، أي : تبين للخلق ما لهم ، وما عليهم ، وما لله عليهم ، وما لبعضهم على بعض.
(مُبَيِّناتٍ) بالنصب ، أي : مبينات أنها من عند الله.
وجائز أن يكون المراد بالآيات : الحجج والبراهين ، فإن كان هذا ، فقوله : (مُبَيِّناتٍ) بالخفض ، أي : تبين وحدانية الله ـ تعالى ـ وعلم رسالة رسوله و (مُبَيِّناتٍ) بالنصب ، أي : واضحات بينات أنها حجج وبراهين.
وقوله : (وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) أي : أنزلنا إليكم أيضا مثل الذين خلوا من قبلكم ما حل بهم ، ونزل بالمكذبين من العذاب ، وموعظة ما يتعظ المتقون ، أو جعل لكم فيما أنزل من الآيات عليكم أمثالا من الذين خلوا من قبلكم ؛ لتتعظوا به والله أعلم.
قوله تعالى : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣٥) فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ (٣٦) رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ (٣٧) لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ)(٣٨)
وقوله ـ عزوجل ـ : (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) قال بعضهم (٢) : الله هادي السموات
__________________
ـ أبي حاتم وابن مردويه من طريق أبي سفيان عنه ، كما في الدر المنثور (٥ / ٨٣) ، وذكر له طرق أخرى فانظرها.
(١) وهي قراءة سعيد بن جبير أخرجه ابن جرير (٢٦٠٧٧) ، وعبد بن حميد وابن أبي حاتم ، كما في الدر المنثور (٥ / ٨٥).
(٢) قاله ابن عباس ، أخرجه ابن جرير (٢٦٠٨٥) وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات ، كما في الدر المنثور (٥ / ٨٧).