اللهَ وَرَسُولَهُ) (المجادلة ١٤).
أقول هذه الآيات المباركة لا دليل ولا قرينة في شيء منها ان إيجاب طاعة الرسول فيها وجوب إرشادي وطريق الى وجوب طاعته تعالى بل الظاهر في جميعها ان الوجوب فيها مولوي موضوعي وهذه الآيات متفقة المفاد مع الآيات التي استقصينا البحث فيها.
الآية العشرون (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) (النور ٥٦).
بيان الآية الكريمة إرشاد إلى وجوب طاعته تعالى في ما يدركونه بضرورة عقولهم من الواجبات الذاتية والمحرمات الذاتية مثل وجوب الايمان بالله الإذعان بالحق وحرمة الكفر والظلم وإرشاد إلى وجوب طاعة ما بلغهم رسول الله من أحكامه تعالى ما أوحى إليه في القرآن وغيره.
قوله (فَإِنْ تَوَلَّوْا) اي تتولوا واستكبرتم وأعرضتم عن طاعته تعالى وطاعة رسوله فلن يضر الله شيئا ولن يضر رسوله فان الرسول ليس مسؤولا إلا في مقابل ما حمل عليه من أثقال النبوة الصبر والوفاء وبذل المجهود وتبليغ رسالات الله وقد اتى وعمل بما كان مكلفا به (وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ) ما كلفتم من الايمان بما عرفتم من صريح الحق وما أوجب الله عليكم من طاعة الرسول واعلموا انكم أن تطيعوه تسعدوا وترشدوا لصلاح دينكم ودنياكم واما الرسول فليس عليه الا البلاغ المبين أي ان رسولنا مأمور بالبلاغ لا يتوقع بطاعتكم شيئا وليس أجر بلاغة الا على الله رب العالمين فتحصل في المقام ان قوله تعالى (فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ) تأكيد لوجوب طاعته تعالى وطاعة رسوله واقامة حجة على من نكص على عقبيه عن طاعة الله سبحانه وطاعة رسوله وإزاحة لاعذارهم وعللهم وليس فيها ما يوهم ان الآية الكريمة مسوقة لبيان أن وجوب طاعة الرسول وجوب طريقي.
في البرهان ج ٣ ص ١٤٥ عن محمد بن عباس بإسناده عن عيسى بن داود النجار عن موسى بن جعفر عليهماالسلام عن أبيه في قول الله عزوجل (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ) من السمع والطلة والامانة والصبر (وَعَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ) من العهود التي أخذها الله عليكم في علي وما بين لكم في القرآن من فرض طاعته. الحديث.
أقول ذيل الحديث في حق علي عليهالسلام من باب بيان المصداق لا من