(كتاب الصلاة)
قد جرت عادة المفسرين في البحث عن الآيات الواردة في الصلاة تقديم آيات فيها دلالة على وجوب الصلاة وفضيلتها وتشريفها قال في كنز العرفان ج ١ ص ٥٨ النوع الأول في البحث بقول مطلق وفيه آيات.
(الآية الأولى)
قال تعالى (إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) انتهى وبيان الآية الكريمة في ذيل الآيات المسوقة لبيان صلاة الخوف وصدر الآية هكذا قال تعالى (فَإِذا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) النساء (١٠٢).
أقول الظاهر من بعض الكلمات اتفاق اللغويين والفقهاء ان الصلاة بمعنى الدعاء وهذا على الظاهر غير سديد لا بد من توجيه كلماتهم فإن الصلاة فعل لازم يتعدى الى مفعوله بأداة التعدية قال تعالى (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ) الآية. بخلاف الدعاء فإنه متعد بنفسه وليسا بمترادفين وكذا النداء ليس بمعنى الدعاء فيبعد ما ذكروه ان الصلاة بمعنى الدعاء وأبعد منه أن يكون النداء الذي من إفراد الدعاء والظاهر ان الدعاء هو التوجه والإقبال إلى الغير بعناية توجه الغير إلى الداعي واجابته بخلاف الصلاة فإن المراد منها التوجه المطلق من دون العناية بطلب إقبال الغير إلى الداعي وعدم دخالة هذه العناية في تحقق مفهومه فالصلاة متحققة بالتكبير والتسبيح والتحميد وقراءة القرآن بما انه عهد الله الى خلقه ومنشور ولايته جل ثناؤه ويتحقق بالدعاء أيضا. عن الخصال عن النبي (ص) في فضيلة الصلاة ـ الى ان قال ـ لأن الصلاة تسبيح وتهليل وتحميد وتكبير وتمجيد وتقديس وقول ودعوة.
فالصلاة اللغوي كما تتحقق بكل واحدة من هذه المذكورات يتحقق بجميعها أيضا.
فالفقيه يأخذ بالمفهوم العام أو المطلق ويأخذ بالحدود والشرائط المعتبرة المقررة فيها وجوبا أو استحبابا عن أدلة أخرى فتعين المأمورية عنده بتعدد الدال والمدلول فيصير هذا الفرد المحدود بالحدود والقيود مصادقة المعنى اللغوي من أفراد العام والمطلق بالحقيقة وهذا هو العنوان الجامع بين جميع أنواع الصلاة وإفرادها وهكذا الكلام في شرائطها وقيودها بالوضع النفسي فكما يجب الأخذ في الصلاة بالمفهوم اللغوي كذلك في شروطها وقيودها بالوضع النفسي من دون توهم حقيقة شرعية في مفهوم الصلاة أو مفهوم شيء في شرائطها وقيودها بالوضع النفسي ومن دون توهم حقيقة متشرعة بالوضع التعيني أصلا.
قوله تعالى (كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً) الظاهر ان سوق الآية الكريمة في