اليوم كما هو مفاد بعض هذه الآيات أو التحفظ على أصول التوحيد من مالكيته تعالى لأمر الشفاعة ولجميع شئون الخلق تشريعا وتكوينا في الدنيا والآخرة أو تقبيح عقائد المشركين من عبادة الأصنام من دون الله وجعلها شفعاء من دون الله ومن دون اذنه بالاستقلال لا مساس لهذه الآيات الطوائف الثلاثة لأمر الشفاعة بالله وباذنه وبأمره نفيا وإثباتا وإمكانا واستحالة وها أنا أتلو عليك من الآيات الدالة على الشفاعة.
(الآية الاولى)
قال تعالى (قالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ـ يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) ـ الأنبياء ٢٨.
أقول قوله تعالى (لا يَشْفَعُونَ) نفي على الإطلاق أي لا يشفعون لأحد من الخلق وقوله تعالى (إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) استثناء من النفي المذكور وضروري أن الاستثناء من النفي إثبات لشيء من الأمر المنفي وقوله تعالى (لِمَنِ ارْتَضى) مفعول أي يشفعون لمن ارتضى والمعنى ان هؤلاء المقربون يشفعون لمن ارتضى الله ـ في المجمع ج ص عن مجاهد قال الا لمن رضي الله عنه انتهى. وفي البرهان ج ٤ ص ٥٧ عن الصدوق بإسناده عن حسين ابن خالد قال الى أن قال قلت للرضا (ع) يا بن رسول الله فما معنى قول الله عزوجل (لِمَنِ ارْتَضى) قال لا يشفعون الا لمن ارتضى الله دينه.
أقول الدين المرضي عند الله سبحانه هو الإسلام وهو الدين الذي ارتضاه الله تعالى لأحبائه وأنبيائه دينا.
(الآية الثانية)
قال تعالى (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى) (النجم ٢٦) أقول وتقريب الاستدلال كما في الآية السابقة اي يشفعون لمن يشاء الله ويرضي دينه والحصر المستفاد من قوله الا في الآيتين متوجه الى المشفوع له وهو من كان له دين مرضي عند الله سبحانه.
(الآية الثالثة)
قال تعالى (يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً) طه ١٠٩ أقول وجه الاستدلال واضح أي تنفع الشفاعة لمن اذن في الشفاعة له والحصر المذكور لقوله الا من حيث الانتفاع بالشفاعة متوجه الى المشفوع له بشرط الاذن والمشية من الله وأن يكون له دين مرضي عند الله فان الظاهر من