القول المرضي هو الدين المرضي عند الله سبحانه التوحيد الخالص وما يستلزمه من العقائد الحقة وقد أطلق القول على الدين والايمان قال تعالى (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ) الآية (إبراهيم).
وفي الآية وجه آخر وهو ان يكون المنفي نفي شفاعة الشفعاء والحصر بقوله الا لمن بالنسبة إلى الشفعاء والمعنى لا تنفع شفاعة أحد من الشفعاء الا شفاعة من اذن له في الشفاعة قال في الجوامع ص ٢٨٦ (من) يجوز فيه الرفع والنصب فالرفع على البدل من الشفاعة بتقدير حذف المضاف اي لا تنفع الشفاعة الا من أذن له الرحمن والنصب على المفعولية ومعنى أذن له رضي به لأجله انتهى. أقول وعلى كلا الاحتمالين سواء كان الاذن للشافعين أو للمشفوعين لا كلام في أن الآية نص في ثبوت الإذن للشفاعة من الله سبحانه.
(الآية الرابعة)
قال تعالى (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً ـ لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً) مريم ٨٧ ـ بيان الضمير في قوله تعالى (لا يَمْلِكُونَ) راجع الى المجرمين اي أن المجرمين لا يملكون نيل الشفاعة والاستفادة من شفاعة الشافعين وقوله (إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ). الآية ، الاستثناء منقطع أي أن الذين اتخذوا عند الله سبحانه عهدا فلهم حظ من شفاعة الشافعين فالحصر متوجه الى المشفوع لهم.
ويمكن أن يقال ان المجرمين لا يملكون الشفاعة لأحد فلا يقبل ولا ينفذ شهادتهم في حق الغير كائنا من كان فالاستثناء منقطع والحصر متوجه الى الشافعين فينحصر تمليك حق الشفاعة للذين لهم عهد عند الله سبحانه.
ويمكن أن يقال بالإطلاق في قوله لا يملكون اي ليس للمجرمين حق الشفاعة لأحد فلا ينفذ ولا يقبل شفاعتهم ولا يقبل شفاعة أحد في حقهم فلا يشفعون ولا تنفع لهم والاستثناء منقطع فالذين لهم عهد الله يشفعون ويشفعون والأظهر هو المعنى الأول وعلى جميع الوجوه فالآية صريحة في إثبات الاذن من الله سبحانه في شفاعة المذنبين من أهل التوحيد.
(الآية الخامسة)
قال تعالى (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَما لَهُمْ فِيهِما مِنْ شِرْكٍ وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ وَلا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ.) الآية (سبأ) ٢٣.
بيان قوله تعالى (وَما لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) أي أن الله سبحانه أعلى وأجل من ان يكون له معاون ووزير وظهير من خلقه في شيء في شئون إلهية وفي أفعاله وفي