فيلزم منه اشتراط الإسلام وعدم النفاق في الشافعين وهو كما ترى يشمل المسلم المذنب أيضا وثانيا ان قوله بالحق ليس مفعولا لقوله شهد كما توهمه القائل وانما هو من نعوت الشهادة ومتعلق به اي من شهد شهادة حقة صادقة في مقابل شهادة الكذب والباطل.
في تفسير العياشي ج ١ ص ٣٥١ عن ثعلبة بن ميمون عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر (ع) في قول الله تبارك وتعالى لعيسى (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ) ـ قال لم يقله وسيقوله ان الله إذا علم ان شيئا كائن أخبر عنه خبر ما قد كان وفي مضمونها رواية سليمان بن خالد عن الصادق (ع)
(الآية السابعة)
قال تعالى (يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ قالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) يوسف (٩٨).
أقول قد استشفع أولاد يعقوب من أبيهم أن يستغفر لهم من ربهم وهذا نص على جواز الاستشفاع من الغير ومعنى شفاعته في حق المستشفع مع الشرائط التي نشير إليها في طي الأبحاث إن شاء الله.
في البرهان ج ٢ عن الفقيه مسندا عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) قال في قول يعقوب لبنيه (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي) قال أخرهم إلى السحر من ليلة الجمعة.
(الآية الثامنة)
قال تعالى (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوَّاباً رَحِيماً) النساء ـ ٦٤.
بيان : قد حث الله سبحانه الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب المعاصي على الاستغفار من الله تعالى لذنوبهم صغائرها وكبائرها وهذا ليس حكما مولويا تأسيسيا وانما هو تذكر وإرشاد الى ما تدركه بداهة العقول من الرجوع اليه تعالى والاعتذار منه جل ثناؤه فيما تجاسروا في ساحته وهذا الاعتذار وتأكد وجوبه انما يتفاوت حسب مراتب معارف الناس لمقام الرب ودرك احترامه وتعظيم شأنه سبحانه ثم حثهم الله على المجيء والتشرف بحضور رسوله (ص) والاستشفاع عنه (ص) وأن يستغفر لهم عند الله من ذنوبهم ولا يخفى ان الاستكشاف عن الحضور والإباء عن المجيء استكبار على الله سبحانه واستخفاف بشأن رسوله وصفية كما استكبر إبليس عنه ورد عليه تعالى ما أمر به من تكريم آدم واستخف بشأن آدم وبمقام كرامته عند الله قال تعالى حكاية عن إبليس (لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ) الآية الحجر ٣٣.
ولا يخفى ان الآية الكريمة نص على اذنه تعالى لرسوله (ص) في الشفاعة.