وإذا سكت أنبأ فدخل الرجل فاذا هو علي بن أبي طالب (ع) فقال يا أبا الحسن ما تفسير سبحان الله قال تعظيم جلال الله وتنزيهه عما قال فيه كل مشرك. الحديث. وسيأتي بقية الكلام فيه في ذيل البحث.
قوله تعالى وله الحمد الآية قالوا ان الحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري وذكر بعضهم في تفسيره انه بمعنى الشكر والرضا وأقول الظاهر أن الحمد في اللغة بمعنى الثناء الذي يعبر عنه بالفارسية «ستودن» ويقع على الذات وعلى الصفات وعلى الأفعال فيرجع ذلك الى التمجيد على كمال ذاته وكمال صفاته وأفعاله جل ثناؤه لاستحالة تطرق نقص وعيب في ذاته وصفاته وأفعاله قال السيد المحقق في رياض السالكين في شرح دعائه عليهالسلام في التحميد الحمد هو الثناء على ذي علم لكماله ذاتيا كان كوجوب الوجود والاتصاف بالكمالات والتنزه عن النقائص أو وصفيا ككون صفاته كاملة واجبة أو فعليا ككونه مشتملة على الحكمة انتهى. وقال المولى الفيض في شرحه للأسماء الحسنى نقلا عن بعض في تفسير الحميد قال الحميد هو المحمود المثنى عليه والله تعالى هو الحميد بحمد نفسه ازلا وأبدا ـ الى أن قال ـ يرجع هذا الى صفات الجلال والعلو والكمال انتهى. فملخص ان الحمد منه تعالى لنفسه وكذلك عن الملائكة والأولياء العارفين به انما هو بلحاظ قدس ذاته وصفاته وأفعاله عن كل نقص وعيب وعند التحليل يرجح الحمد الى نوع من التسبيح والفرق ان التسبيح انما هو بلحاظ نفي كل نقيصة وطردها عنه تعالى مستقيما وبلا واسطة عناية أخرى والتمحيد انما هو بلحاظ علو الذات وارتفاعه عن النقائص ولازم ذلك الأمر الوجودي التسبيح ويصح ان يقال ان التحميد نوع خاص من أنواع التسبيح وفي كثير من الآيات تعقيب التسبيح بالحمد قال ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك البقرة (٢٠) قال تعالى (يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) (زمر ٧٥) فمعنى قوله (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) بالتعبير بالجملة الاسمية ثبوت استحقاق الحمد له تعالى فهو المحمود بكل لسان في كل مكان وفي كل زمان بالاستحقاق على الإطلاق.
قد اتضح من جميع ما ذكرنا وتحصل ان التسبيح تنزيه الذات الاحدية عن كل ما لا يليق به.
والتكبر هو تعظيمه وتجليله تعالى بنفي توهم ما يكون قرينا ومساويا له وإبطال ما توهم فيه من الحدود والأوصاف (والتحميد هو الثناء على علوه وارتفاعه ذاتا وصفاتا وأفعالا عن كل نقيصة وعلة) واما التمجيد خارجا عن حد التعطيل والتشبيه (إذا تقرر ذلك فنقول المنقول عن ابن العباس والمجاهد ان المراد من قوله تعالى (حِينَ تُمْسُونَ) وقت الصلاة المغرب والعشاء ومن قوله (حِينَ تُصْبِحُونَ) وقت