صلاة الفجر (وَعَشِيًّا) العصر (وَحِينَ تُظْهِرُونَ) وقت الظهر. ونقل الجصاص ذلك عن الحسن أيضا.
أقول وهذا في نهاية الإشكال فإن قوله تعالى (وَعَشِيًّا) بناء على أنه عطف على قوله في السماوات والأرض يكون المعنى وله الحمد في السموات والأرض وفي العشاء وحين الصباح وحين الظهر فاستحقاقه تعالى للحمد وكونه محمودا في السموات والأرض لا يعقل ان يكون صلاة حين العشاء وحين يدخلون في الصبح والظهر فبطل الاستدلال بالآية لاستنباط الأوقات للفرائض الخمسة وأما بناء على عطف عشيا على قوله تعالى (حِينَ تُمْسُونَ) فيكون قوله تعالى (وَلَهُ الْحَمْدُ) ـ الى آخره ـ جملة معترضة فيندفع اشكال المذكور الا أنه يحتاج القول بان المراد من التسبيح هو التسبيح الموظف المسمى. بالصلاة من باب تسمية الكل باسم الجزء الى دليل معتبر من آية ورواية واما النوى فقد رواها في البرهان عن الصدوق بالإسناد عن حسن بن علي عليهما سلام وساقها الى ان قال فصلى آدم ثلاث ركعات ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حواء وركعة لتوبته وافترض الله عزوجل هذه الركعات الثلاث على أمتي وهي الساعة التي يستجاب فيها الدعاء فوعدني ربي عزوجل ان يستجيب لمن دعاه وهي الصلاة التي أمرني بها ربي في قوله عزوجل (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ) فهي مع ضعف متنها معترضة لصلاة المغرب فقط واما غيرها من الصلوات فهي معللة بعلل اخرى فلا تصلح سندا لما ذهب اليه عبد الله بن عباس والله الهادي.
(الآية الرابعة)
قال تعالى (فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى) (طه ١٣٠) وقوله تعالى (فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) اي من تكذيبك وايذائك بألسنتهم وأفواههم قوله تعالى (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ). الآية ، في التبيان قبل طلوع الشمس يعني صلاة الفجر (وَقَبْلَ غُرُوبِها) يعني صلاة العصر (وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ) يعني صلاة المغرب والعشاء (وَأَطْرافَ النَّهارِ) يعني صلاة الظهر في قول قتادة انتهى.
أقول قوله تعالى (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ) الظاهر ان المراد سبح ربك بحمده فان التحميد لله تعالى نوع خاص من أنواع التسبيح كما قدمنا بيانه على التفصيل وما ذكره قتادة من تفسيره بصلاة الفجر وهكذا الى آخر ما قال غير مستند الى ظاهر الآية ولا الى دليل سمعي ففي البرهان عن الصدوق بالإسناد عن إسماعيل بن فضل قال سألت أبا عبد الله عن قول الله عزوجل (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِها) قال فريضة على كل مسلم ان يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات وقبل غروبها عشر مرات لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت