وهو حي لا يموت قال فقلت لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي له الملك وله الحمد وهو حي لا يموت فقال يا هذا لا شك ان الله يحيي ويميت ويميت ويحيي ولكن قل كما أقول.
أقول الظاهر ان الأمر والترغيب بمطلق ذكر الله سبحانه وتحميده جل ثناؤه ولا دليل على انها لبيان وقت فريضة الفجر والعصر.
قوله تعالى (وَمِنْ آناءِ اللَّيْلِ) الآية قالوا الآناء جمع انى أو إناء بالفتح والمد ومن بمعنى في وآناء الليل ساعاتها قدم الطرف لمزيد العناية به فإن العبادة بالليل أشق وأبعد عن تطرق الرياء فيها وظاهر الآية وإطلاقها عدم التوقيت للتسبيح المذكور بل يأمر تعالى بالتسبيح والحمد في أي ساعة منها وهذا البيان ينافي التوقيت وتقييد فريضة من الفرائض بها نعم لا بأس بحمل الآية على نوافل الليل لو قام دليل صالح لتقييد الآية وتخصيصها كما في قوله تعالى (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ) الآية.
قوله تعالى (وَأَطْرافَ النَّهارِ) الآية قد تقدم تفسير الطرف انه ناحية الشيء ومنتهاه سواء كان من الشيء أو ما يقاربه والأطراف بإطلاقه شامل للغد والمغرب وأوائل النهار وأواخره وهذا النحو من الإطلاق والإرسال ينافي التقييد والتوقيت أيضا على ما ذكرناه في إناء الليل فلا محالة يحتاج توقيت فريضة من الفرائض بها الى دليل ما طبق من آية أو رواية والآية بإطلاقها شاملة التسبيحات وصلواة التطوع الابتدائي. في الوسائل عن علي بن إبراهيم مسندا عن زرارة عن أبي جعفر قال له (آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ) قال يعني صلاة الليل قال قلت له (وَأَطْرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرْضى) قال تطوع بالنهار. الحديث. قوله (ع) تطوع بالنهار لعله بيان للمصداق لا بيان للمراد والمراد بالتطوع التطوع الابتدائي.
قوله تعالى (لَعَلَّكَ تَرْضى) أمر تعالى رسوله وحبيبه أن يسبحه ويحمده تعالى بالعشي والأبكار وبالغدو والآصال وفي آناء الليل وأطراف النهار لعله (ص) ينال من رحماته وكراماته تعالى ومواهبه الخاصة المكنونة ما يرضى به (ص) وبناء على فرائد المسنى للمعلول اي لعل الله سبحانه ينيل حبيبه ورسوله من عطاياه وألطافه ما يرضيه.
أقول في ذلك ذكري للذاكرين وعظة لقوم يعقلون فعلى أولي الألباب والأبصار أن يذكروا الله ويراقبوه ويهابوه ويعظموه في السر والعلن.
(الآية الخامسة)
قال تعالى (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ) (ق / ٣٩ ـ ٤٠).