صلاة الصبح وفي نور الثقلين عن الكافي عن علي بن إبراهيم مسندا عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال قلت له (وَإِدْبارَ النُّجُومِ) قال قال ركعتان قبل الصبح وفي القلائد عن قرب الاسناد مسندا عن إسماعيل بن عبد الخالق قال سمعت أبا عبد الله يقول الركعتان بعد الفجر هي إدبار النجوم.
أقول قوله (ع) بعد الفجر أي بعد طلوع الصبح وقبل فريضة الصبح. واعلم ان الآيات التي سبقت للبيان أوقات الفرائض مثل قوله تعالى (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) وقوله (أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ.) الآية. على التفصيل الذي تقدم فيها دلالة على توسعة الوقت للفرائض وليست في الآثار المروية عن الرسول وآله الأئمة الأبرار ما يدل على التضييق في واحد من الفرائض.
«في القبلة»
(الآية الأولى)
قال تعالى (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) البقرة آية ١٤٢.
بيان : الظاهر من سياق الآيات مورد قوله تعالى (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ) بيان. السفه : خفة العقل. والتولية : الاعراض عن الشيء إذا استعمل بعن. والإقبال إلى الشيء إذا استعمل بالى. والظاهر من سياق الآيات أن قوله تعالى : (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ) الآية شروع في التكلم في أمر القبلة والبحث والنظر فيها والاحتجاج على المعترضين لتحويلها. وفيها أعلام لأمر سيقع ويقع الاعتراض عليه وليس مورد الآية الكريمة بعد الآيات الدالة على تحقق النسخ والتحويل كما زعمه بعض المفسرين وحيث ان أمر القبلة لها شأن وانعكاس خاص بين أعداء الإسلام سيما الاعراب الوثنية وقد ترك الرسول (ص) قبلتهم واليهود الذين صلى الى قبلتهم مدة من عمره الشريف وقد وقعت المخالفة لكلا القبيلين وكلتا القبلتين وكانوا يتشبثون لإغواء المؤمنين والتشكيك في عقائدهم بكل حشيش يتربصون بهم الدوائر ويترقبون في كل يوم وساعة حادثة ليرجفوها بين الناس. فشرعوا في الطعن والهمز واللمز. فان العدو اللجوج إذا وجد مجالا لم يترك مقالا.
وانظر الى قولهم ما ولاهم عن قبلتهم ، فلم يسندوا التحويل الى الله والى الرسول والى الوحي والى المسلمين وأبهموا كمال الإبهام كي يبهموا على العامة ، فعبروا بلحن من القول ورديء من البيان. سيما اليهود فإنهم مع لجاجهم وعنادهم قائلون باستحالة النسخ في الأحكام واستحالة التغيير في التكوين وفي شيء من النظام الموجود ولهم في هذه الخرافة شبهات ومغالطات بصورة البرهان.
وقد ورد في القرآن الكريم التوبيخ عليهم. قال تعالى : (قالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ