مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِما قالُوا بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) وقدس تعالى نفسه عما نسبوا اليه (تعالى) قال تعالى (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ). (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) وقد رد عليهم أئمة أهل البيت عليهمالسلام وأبطلوا مقالهم في روايات كثيرة وفي أبواب الدعاء وغيرها.
قوله تعالى (قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ). الآية يملكهما وغيرهما من الاحياز والأمكنة المتبركة ليست لها اختصاص ذاتي بهذه التشريفات وانما هي بجعل من الله سبحانه اني لا يمكن لأحد التصرف والمداخلة في سلطان التشريع لله سبحانه ولا يمكن الاعتراض من أحد عليه تعالى لقصور علم غيره تعالى عن الإحاطة باسرار التشريع وانما يجب على العباد الخضوع والتسليم في مقابل ما أمره سبحانه سواء كان في دين نبي واحد أو أنبياء كثيرين.
قال تعالى (لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً) وليس ذلك من باب الاختلاف بين الأنبياء ولا الاختلاف في دين واحد. والإسلام دين الأنبياء المقربين الأولين والآخرين وقد تكون لكل منهم شرعة خاصة ومنهاجا مخصوصا بحسب الأوقات والأشخاص وكذلك بالنسبة إلى نبي واحد. في البرهان عن الإمام أبي محمد العسكري (ع) قال : ـ الى ان قال : ـ فقال اليهود عند ذلك. ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. فأجابهم الله أحسن الجواب. فقال (قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ) وهو يملكهما وتكليفه التحول الى جانب كتحويله لكم الى جانب آخر الحديث.
قوله تعالى (يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ). الظاهر انها بهداياته وتوفيقاته الخاصة.
قال تعالى (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) البقرة (٣٤١).
بيان : المكة المكرمة أقدم بيت وأول مسجد وضع للناس للعبادة وإظهار شعائر التوحيد وقد كان معبدا للأبرار ومطافا للاطهار. وليس في الدنيا من الهياكل والكنائس وبيوت النار اسم ولا رسم.
قال تعالى (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ.) الآية آل عمران (٩٧) فالآية الكريمة صريحة في ان البيت الذي وضع للناس مباركا وهداية للعالمين ، من غير اختصاص زمان دون زمان ، الكعبة المعظمة. العياشي عن زرارة قال سأل أبو جعفر (ع) عن البيت كان يحج اليه قبل أن يبعث النبي (ص) قال نعم لا يعلمون أن الناس يحجون ونخبركم أن آدم ونوح وسليمان قد حجوا البيت بالجن والانس والطير ولقد حجه موسى على جمل أحمر يقول لبيك لبيك فإنه كما قال تعالى : (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ).