فاستسقى فقيل انها ميتة فقال ذكاة الأديم دباغه وفي معناها روايات أخرى عن طريقهم وعندهم روايات أخرى أيضا مخالفة للطائفة الاولى وكيف كان فالمرجع هو إطلاق الآية.
وعن أئمة أهل البيت (ع) لا يصلي فيها وان دبغت سبعين مرة. ثم الظاهر من الآية الكريمة أن التحريم من حيث نفس الميتة لا من حيث كونها نجسة وان كانت النجاسة والخباثة محرمة في القرآن أيضا قال تعالى (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ.) الآية (أعراف ١٥٧) فالآية الكريمة ساكتة عن إفادة إثبات النجاسة للميتة. فلا يمكن القول ان التحريم من ناحية النجاسة فقط.
في الوسائل عن الكافي بالإسناد عن مفضل بن عمر قال قلت لأبي عبد الله (ع) لم حرم الله الميتة والدم ولحم الخنزير قال أن الله تبارك وتعالى لم يحرم ذلك على عباده وأحل لهم ما سواه من رغبته منه فيما حرم عليهم ولا زهد فيما أحل لهم ولكنه خلق الخلق فعلم ما تقوم به أبدانهم وما يصلحهم فأحله لهم وأباحه تفضلا منه عليهم به لمصلحتهم وعلم ما يضرهم فنهاهم عنه وحرمه عليهم ثم اباحه للمضطر فأحله له في الوقت الذي لا يقوم بدنه الا به فأمره أن ينال منه بقدر البلغة لا غير ذلك ثم قال إمام الميتة فإنه لا يدنو منها أحد إلا ضعف بدنه ونحل جسمه وذهبت قوته وانقطع نسله ولا يموت آكل الميتة إلا فجأة. الحديث.
فالرواية الشريفة ناصة بأن التحريم من ناحية المفاسد الأخرى لا من أجل القذارة والنجاسة.
فقد تبين مما ذكرنا ضعف ما قيل يلزم من تحريم الانتفاع النجاسة إذ لو كان طاهرا ينتفع به وهو باطل انتهى. أقول تحريم الانتفاع غير مستلزم للنجاسة بل هو أعم منها كما لا يخفى.
ويستثني من تحريم الانتفاع بالميتة كل ما لا تحله الحياة من الميتة مثل الشعر والقرن مما لا يجري فيه الدم فيغسل منها ما يلاقي الميتة ويمسها ويجوز الانتفاع به.
(الآية الرابعة)
قال تعالى (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها لَكُمْ فِيها دِفْءٌ وَمَنافِعُ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) النحل آية ٦) وقال تعالى (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) النحل آية ٨٠) وقال تعالى (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ) النحل ٨١).