ملكه عبارة عن عظمته باعتبار كمال اقتداره وتمام استيلائه على مخلوقاته انتهى ما أردناه.
فتحصل ان الحمد لله بلحاظ الملك وتوحده تعالى في ذلك ومالك وملك ومليك من أشرف نعوته وأجل أسمائه وكل أسمائه جليلة.
قوله تعالى (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِ) الآية. قيل في معناه انه يستحيل ان يقع تعالى تحت ولاية أحد لغنائه بذاته عن الاستعانة بالغير وعن الانتصار بالأولياء قلت هذا معنى صحيح في حد نفسه يجب تقديس الصانع جل مجده عن الوزير والمعاون وعن الولي المعاضد الا انه غير ملائم لتفسير الآية فإن النفي متوجه الى عنوان القيد اي اتحاد الولي لأجل الذل والمهانة لنفي الولي على الإطلاق فقد اختار واصطفى سبحانه عن صفوة خلقه وكرام بريته أولياء لنفسه ليعتزوا به لا انه يعتز بهم فأوليائه لعزة يعيرون وبولايته يفتخرون فعلى هذا يكون المراد من الولي وهو المحب كما ذكره في سرد القاموس في ضمن معاني الولي لا الولي الذي يتولى أمر من يتولى عليه فأوليائه تعالى أحبائه اختارهم لكرامته وأعزهم بقربه تفضلا وإحسانا فهو سبحانه يحب المحسنين ويتولى الصالحين.
قوله تعالى (وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) أي عظمه وجلله عما قال فيه الجاهلون فإنه سبحانه أكبر وأجل من ان يتخذ لنفسه ولدا أو يكون ما يساويه ومن يشاركه في الاقتدار والعظمة أو يتخذ لنفسه وليا من فاقة ومن هو ان وانما أعز أوليائه بعزة جل مجده.
فقد استدل بقوله وكبره على وجوب التكبير في الصلاة قالوا لا إشكال في إفادة الآية وجوب التكبير وليس بواجب إلا في الصلاة قطعا فتعين ان الآية تفيد وجوب التكبير فيها.
أقول هذا التكبير ليس قول الله أكبر وانما هو تعظيم وتجليل لله سبحانه والآية سيقت لتذكير العقول وتنبيه القلوب وللدعوة إلى الحق القدوسي المتعالي فهي بمعزل عن إيجاب قول الله أكبر بعنوان الجزئية التعبدية في الصلاة وله الحمد كما هو أهله.
(الآية الثالثة)
قال تعالى (وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ) المدثر أقول الكلام في سابقتها وقد أسلفنا البحث فيها في كتاب الطهارة من أراد فليراجعها.
(الآية الرابعة)
قال تعالى (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ