نحو الاشتراك اللفظي ولا على نحو الاستعارة والمجاز بل إفراد للمفهوم العام الكلي نعم يمكن الفرق بين ما نسب اليه تعالى والى غيره من معنى الصلاة واحتمال اشتراك اللفظ بالنسبة الى ما نسب اليه تعالى قريب جدا.
ومما ذكرنا يعلم ان الصلاة التي هي إحدى الفرائض الشرعية في الإسلام من إفراد المعنى اللغوي بالحقيقة فإنها توجه وخضوع وثناء ودعوة من غير تكلف مجاز ولا توهم اشتراك. في القلائد عن معاني الأخبار بسنده الى ابن أبي حمزة عن أبيه قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عزوجل (أن الله) الآية قال الصلاة من الله عزوجل رحمة ومن الملائكة تزكية ومن الناس دعاء. الحديث.
في نور الثقلين ج ٤ ص ٣٠٢ عن كتاب ثواب الأعمال عن أبي المغراء في حديث عن أبي عبد الله (ع) الى أن قال (ع) صلوات الله رحمة من الله وصلاة الملائكة تزكية منهم له (ص) وصلاة المؤمنين دعاء منهم له (ص) الحديث. في القلائد روي في محاسن البرقي عن محمد بن سنان عمن ذكره عن أبي عبد الله (ع) عمن ذكره في قول الله عزوجل (إِنَّ اللهَ) ـ الآية ـ فقال أثنوا عليه وسلموا له.
أقول المستفاد مما ذكرنا في صدر البيان ان صلاته على رسوله وصفية إفاضة الرحمات الخاصة والمواهب المكنونة لأوليائه الكرام والصلاة من ملائكته المقربين التزكية له (ص) أي الإقرار بكرامته ومكانته من الله عزوجل وحسن الثناء عليه وتعظيمه وتكريمه والملائكة قد أذعنت لساحته تواضعا لله قربها بالموالاة لوليه الأعظم والجملة الاسمية ظاهرة في الدوام والاستمرار اي أن الله يصلي وملائكته يصلون على قراءة رفع الملائكة وهكذا بناء على العطف ثم ان الله أمر المؤمنين ان يصلوا عليه (ص) وضروري ان للمؤمنين والموحدين أسوة حسنة لله تعالى ولملائكته المقربين فعليهم الإذعان والخضوع لساحته والاعتراف بكرامته على الله ومكانته منه تعالى والدعاء له (ص) بما يليق بجنابة من مواهبه تعالى ومن نظراته الرحيمة وكل ما ورد في بيان كيفية الصلاة في تفسير هذه الآية الكريمة وفي غيرها من الموارد وخاصة الأدعية المتواترة المشحونة بالصلاة عليه وآله وامتثال لهذا الأمر واتباع لهذه السنة المقدسة الإلهية وأسوة بملائكته المسبحين المقدسين في الملإ الأعلى وهذا غاية التشريف والتكريم من الله تعالى للرسول الأعظم فإنه تعالى بعد الإعلان انه يصلي على رسوله وملائكته يصلون أمر في كتابه الكريم بتشريفه تشريفا دائما مخلدا وجعل امتثاله عبادة لنفسه وقرره على السنة أوليائه وملائكته في أذكارهم ومناجاتهم وعباداتهم في مقامات القرب ومواطن الانس به تعالى
والمنقول عن بعض تشريف الله محمدا (ص) بقوله تعالى (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ). الآية أبلغ من تشريف آدم بالسجود له انتهى.