في البرهان عن الكليني مسندا عن منصور بن حازم عن أبي عبد الله (ع) قال ثلاثة يرد عليهم رد الجماعة وان كان واحدا. عند العطاس فيقول يرحمكم الله. والرجل يسلم على الرجل فيقول السلام عليكم. الحديث : فالمتحصل بحسب ظاهر الآية جواز رد السلام بكل صيغة متعارفة صريحة في الجواب في حال الصلاة وفي غيرها من الحالات والله العالم.
وبعبارة أخرى الإطلاق المسوق له الكلام في الآية الكريمة انما هو من حيث أصل التحية فلا محالة يكون الإطلاق انواعيا وتكون الإطلاقات هي الأنواع أي هي نوع من التحيات سواء كانت بالألفاظ والأقوال أو بالأعيان وكذلك الكلام في مقام المقابلة بالمثل أو بالتحية الحسنى بها فلا مجال لتوهم الإطلاق في الآية الكريمة من حيث إتيانها بأي صيغة كانت وكذلك الكلام في مقام المقابلة بالمثل ضرورة أن الظاهر من الآية هو الإطلاق من حيث أنواع التحية فلا محصل لتوهم الإطلاق في صيغة السلام إنشاء وردا فان ألفاظ السلام وجملاته إفراد للنوع الخاص من التحية فيستحيل ان يكون أفراد نوع خاص من التحية مصبا للإطلاق والتقييد.
هذا وثانيا ان الإطلاق بحسب الأنواع كاف عن التشبث بالإطلاق في الإفراد سيما في نوع خاص من التحية فان الملاك هو تحقق التحية إنشاء وردا فيكتفي بها في مقام المقابلة أو انها التحية الحسني أو مثلها فلا يبقى موضوع لتوهم الإطلاق وجريانه من حيث ألفاظ التحية وحروفها التي هي من إفراد النوع الخاص من التحية.
تنبيه وتذكر
السلام من الله سبحانه على أوليائه وعباده المصطفين مثل قوله تعالى (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) (الصافات ٧٩) (سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) (يس ٥٨) هو الرحمة والكرامة وكذلك من الملائكة هو دعاء منهم للمؤمن بشرطان لا يكون خارجا عن المتعارف من مواهبه تعالى وعناياته ومن الأنبياء لأمته الموحدين قال تعالى (وَإِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ) (الانعام ٥٤) دعاء لهم بالخير وكذلك من المؤمنين على الأنبياء والرسل والطيبين من مضى منهم ومن كان حيا طلب الكرامات والفيوضات لهم وكذلك التحية بين المؤمنين دعاء لهم وقد كان قبل الإسلام تحيات في الجاهلية وللملل والأقوام تحيات مرسومة قبل الإسلام وبعث فسن الله في الإسلام التحية عند الملاقاة وفي الموارد الأخرى وتحية أهل الجنة فيما بينهم سلام. قال تعالى (وَتَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ وَآخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) : يونس (١٠). وسن فيهم التحية التي أكرم بها أنبيائه وأوليائه وهو السلام حيث قال (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ) (الصافات ١٨٢) وأمر رسوله أن يقول (وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى) (النمل ٦١) ثم ان تشريع هذه التحية المباركة على نحو الرجحان