أولا ان انتفاء كل واحد من الثلاثة لو قلنا به انما هو في بقاء الحكم المحقق من أجل الشرك وهو لا يستلزم إيجاب القتل لو لم يكن واجبا من قبل بعبارة أخرى المطلوب هو إيجاب القتل حدوثا لا إبقاء وثانيا ذكر بعض المفسرين ان المراد في الآية القبول والالتزام بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ومحصل المعنى ان من ترك الشرك والتزم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقد أسلم وحقن دمه.
(الآية السابعة)
قال تعالى (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة (٢١). قد استدل بالآية ان الكفار مكلفون بالفروع كما انهم مكلفون بالأصول.
أقول مورد البحث والنزاع هو الأحكام الشرعية التعبدية لا الأحكام العقلية والا بطل الدين والايمان بالله وتوحيده ولعل مراد القائلين بتوجيه الخطاب نحو الكفار هو التوجيه بلحاظ العقاب لموهونية خطاب من لا يؤمن بالله ورسله وكتبه بالفروع وعدم صحة الفروع منه بخلاف توجيه العقاب فان الممتنع بالاختيار لا ينافي الاختيار.
وتقريب استدلالهم ان الناس عام شامل للمؤمن والكافر وقد أمرهم جميعا بالعبادة بقوله اعبدوا وكذلك قوله لعلكم تتقون على ما سيجيء توضيحه».
لا يخفى ضعف الاستدلال المذكور فإن العبادة لله هو التذلل والتواضع فلا يكون الأمر بالعبادة امرا مولويا تعبديا وانما يكون متعلق قوله اعبدوا ما كانت عبادة من قبل أوامرها سواء كانت في المستقلات من الواجبات والمحسنات والمحرمات العقلية أو الشرعية فطبيعة الصلاة بعد تعلق الأمر بها تصير من مصاديق العبادة في مرتبة امتثال أمرها فتحصل في المقام ان قوله تعالى (اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) لا يفيد تكليفا شرعيا مولويا بل هو أمر إرشادي شامل لجميع الواجبات والمحسنات وكذا المحرمات العقلية والشرعية والأمر الإرشادي يدور مدار الأمر المرشد إليه.
فالآية الكريمة في مقام التذكر بالله سبحانه ووجوب التواضع في ساحته وترك الاستكبار في قبال كبريائه ووجوب الاتقاء عن مساخطه والاجتناب عن الإهانة والمداهنة في شئون ربوبيته فان قوله تعالى (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) يفيد رجائه تعالى التقوى من عباده ورجائه تعالى إيجاب للتقوى وإرشاد الى ما هو الواجب ببداهة العقل فالاستدلال بالآية على المدعي ساقط وقد أكثروا في الاستدلال على هذا المدعي من الآيات والروايات أعرضنا عن ذكرها لضيق المجال والله الهادي.
(في أحكام ما عدا اليومية من الصلاة)
(الآية الأولى)
قال تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ