مقدمة الكتاب
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
أحمدك اللهم يا من انزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرا أحمدك اللهم أنزلته نورا وهدى وضياء وشفاء وجعلته مصدقا لكل وحي أرسلته ومهيمنا على كل كتاب أنزلته وفرقانا بين حلالك وحرامك وفرائضك وسننك وتهدي من اتبعه ويهتدي بهداه من ظلم الجهالة وتخرجه بنوره من مهاوي الخرافة والضلالة.
وصل اللهم على أشرف أنبيائك وأكرم أحبائك محمد الخطيب به وعلى آله الأوصياء الخزان له وصل اللهم على ملائكتك المقربين وعلى أنبيائك ورسلك المكرمين.
يقول أقل الخليقة محمد باقر الملكي لما كان القرآن أكبر الثقلين وأعظم الخليفتين لرسول الله صلىاللهعليهوآله وهو جوامع الكلم وفيه أمهات الأحكام الدينية وأصول الشرائع الإلهية فالرجوع اليه والتفقه فيه فرض على كل من يريد التفقه في الدين ويحاول استنباط الأحكام والفرائض ، الحلال والحرام والسنن واني لقصور باعي وضيق مجالي وان لم أكن من أهل هذا الشأن الخطير الا ان ما لا يدرك كله لا يجوز أن يترك كله فشرعت في تفسير الآيات المشتملة على الأحكام بالبحث والتدريس والتحقيق فهذه لباب دروس وخلاصة أبحاث ألقيتها الى عدة من إخواني المحصلين والفضلاء المتفقهين فأحببت أن اجمعها في صحائف كي يكون تذكرة لي في مستقبل دهري وظننت أن أدعها مهملة يعرض عليها النسيان فيضل سعيي وقد تحريت في توضيح الآيات وتجزيتها بكل جهدي وبذلك في تفسيرها وتحقيقها غاية سعيي وأوردت فيها من الروايات المأثورة عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام ما لا يجوز للفقيه الاستغناء عنها من تخصيص العمومات وتقييد المطلقات وغيرها وعمدت في تفسير آية أحيانا إلى تفسير جميع ما تحتويه الآية من المعارف والحقائق غير الأحكام كما سيأتي إنشاء من أبحاث الإمامة والشفاعة وأتضرع الى الله تعالى وانصب اليه سبحانه مسألتي أن يجعل ذلك دون من سواه وما سواه وان يوفقني لإتمامه بالصلاح والسداد. وسميته ببدايع الكلام في تفسير آيات الأحكام.
في شهر رجب المرجب في قم المشرفة سنة ١٣٩٨.