قال : (فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ).
وقوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ).
قوله : (آمَنُوا) بجميع ما أمروا بالإيمان به ، (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) بما تعبدوا من العمل بالطاعات والصالحات.
(لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ).
كل الجنان التي وعد للمؤمنين نعيم يتنعمون فيها خالدين فيها (١).
(وَعْدَ اللهِ حَقًّا).
أي : ما وعد للمؤمنين من جنات النعيم هو حق كائن لا محالة ، (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
قوله تعالى : (خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دابَّةٍ وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (١٠) هذا خَلْقُ اللهِ فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)(١١)
وقوله : (خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها).
قال بعضهم : خلق السموات بعمد لا ترونها.
وقيل (٢) : لعل لها عمدا لكن لا ترونها.
وقال بعضهم (٣) : خلقها بلا عمد ، لكن الأعجوبة فيما خلقها بعمد لا ترونها (٤) ليست بدون الأعجوبة في خلقها بلا عمد ؛ لأن رفع مثلها بعمد لا ترى أعظم في اللطف والقدرة من رفعها بلا عمد ؛ إذ العمد لو كانت مقدار الريشة أو الشعرة ترى ، فرفعها مع ثقلها وعظمها وغلظها على عمد لا ترى هو ألطف من ذلك وأعظم في الأعجوبة مما ذكرنا ، فأيهما كان ففيه دلالة ألا يجوز تقدير قوى الخلق بقوى الله ـ تعالى ـ ولا قدرة الخلق بقدرته ، ولا سلطان الخلق بسلطانه ؛ بل هو القادر على الأشياء كلها بما شاء وكيف شاء ، لا يعجزه شيء.
وقوله : (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ).
__________________
(١) ثبت في حاشية أ : أضاف الجنات إلى النعيم ، فإن النعيم ضد البؤس ، والجنات موضع التنعم ، يتنعمون فيها. شرح.
(٢) قاله ابن عباس أخرجه ابن جرير عنه (٢٨٠٧٠) و (٢٨٠٧٢) وهو قول مجاهد وعكرمة.
(٣) قاله الحسن وقتادة ، أخرجه ابن جرير عنهما (٢٨٠٧٤).
(٤) ثبت في حاشية أ : وقوله (ترونها) ، فالهاء كناية عن السموات ، أي : ترون السموات بلا عمد ، ثم الأعجوبة في خلقها بعمد لا ترونها. شرح. م.