أحدهما : مجيء أحدهما وذهاب الآخر على ما ذكرنا ؛ كقوله : (وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ).
والثاني : هو اختلاف اللون من السوار والبياض : أحدهما أسود ، والآخر أبيض ، والله أعلم.
وقوله : (جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً) : قال بعضهم : البروج هي النجوم العظام ، والواحد : برج ، وهو قول ابن الأعرابي.
وقال بعضهم : البروج : القصور في السماء ، فيها تنزل الشمس في كل ليلة ، وروي مثل قول عمر عن سلمان أن رجلا قال له : إني لا أستطيع قيام الليل. قال : «إن كنت لا تستطيع قيام الليل ، فلا تعجزه بالنهار».
وذكر لنا أن نبي الله صلىاللهعليهوسلم كان يقول : «أصيبوا من الليل ولو ركعتين ولو أربعا».
وذكر لنا أن نبي الله صلىاللهعليهوسلم قال : «والذي نفسي بيده ، إن في كل ليلة ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطي له في هذا الليل والنهار ؛ فإنهما مطيتان تقحمان الناس إلى آجالهم ، تقربان كل بعيد ، وتبليان كل جديد ، وتجيئان كل موعود ، حتى يؤدى ذلك إلى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ، ثم يكون مصيرهم إلى الجنة وإلى النار ؛ لتجزى كل نفس بما كسبت».
قوله تعالى : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً (٦٣) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً (٦٤) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً (٦٥) إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (٦٦) وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (٦٧) وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (٦٩) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٧٠) وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً (٧١) وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً (٧٢) وَالَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْها صُمًّا وَعُمْياناً (٧٣) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنا لِلْمُتَّقِينَ إِماماً (٧٤) أُوْلئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِما صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيها تَحِيَّةً وَسَلاماً (٧٥) خالِدِينَ فِيها حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (٧٦) قُلْ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لا دُعاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً)(٧٧)
وقوله : (وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً) وصف ـ عزوجل ـ هؤلاء