يكون فيها خوف السرقة ؛ لذلك كان ما ذكر.
والأشبه ألا يكون فيها أبواب ؛ لما ذكرنا أن الأبواب إنما تتخذ لخوف السرقة والنظر في حرمهم ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ).
هذا ـ والله أعلم ـ كأنه وصف حال اجتماعهم ؛ لأنه لذلك يدعى بالفواكه والشراب في الدنيا ، وأما في حال الانفراد قلما يدعون بالشراب.
ثم فيه إخبار أنهم يدعون في الجنة بالفواكه والشراب جميعا وفي الدنيا العرف فيهم أن أهل الشراب قلما يجمعون بين الفواكه والشراب لوجهين : إما لخوف الضرر بهم إذا جمع ، أو لما لا يوجدان ، وليس هذان المعنيان في الجنة ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ).
كأن ذكر الكثرة كناية عن أنواع الفواكه وألوان مختلفة في كل نوع ، ليس بعبارة عن الكثرة من نوع واحد ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ).
أي : طرفهن يقصرنه على أزواجهن ، لا ينظرن إلى غير أزواجهن ولا يرون غيرهم ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (أَتْرابٌ).
قالوا : مستويات الأسنان ، أراد أن يكونوا جميعا الأزواج والزوجات على سن واحد.
أو أن يخبر أنهم جميعا يكونوا على حال واحدة لا يتغيرون ولا يهرمون ، كما يكون في الدنيا بعضهم أكثر سنّا من بعض وأضعف حالا من الآخر ، ولكن لا يهرمون ولا يكبرون ولا يضعفون ، والله أعلم.
وقوله ـ عزوجل ـ : (هذا ما تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسابِ).
كأنه يقول لهم الملائكة : هذا ما توعدون أهل الجنة في القرآن ، ثم أتاهم من الله بشارة يبقى لهم ذلك أبدا وهو ما قال ـ عزوجل ـ : (إِنَّ هذا لَرِزْقُنا ما لَهُ مِنْ نَفادٍ) ، أي : انقطاع وذهاب ، نفد الشيء : إذا فني وذهب ، والله أعلم.
قوله تعالى : (هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ (٥٥) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ (٥٦) هذا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (٥٧) وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ (٥٨) هذا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صالُوا النَّارِ (٥٩) قالُوا بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنا فَبِئْسَ الْقَرارُ (٦٠) قالُوا رَبَّنا مَنْ قَدَّمَ لَنا هذا فَزِدْهُ عَذاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ (٦١) وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرارِ (٦٢) أَتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زاغَتْ عَنْهُمُ