الاستدلال على بساطة مفهوم المشتق :
قوله : فتأمل جيدا اشارة الى دقة المطلب المذكور ، قوله : ثم انه يمكن ان يستدل على البساطة بضرورة عدم تكرار الموصوف في مثل (زيد كاتب) ... الخ وقد استدلّ على بساطة مفهوم المشتق بضرورة عدم تكرار الموصوف في مثل (زيد الكاتب جاءني) ، ويتبادر من المشتق الى الاذهان أمر بسيط وحداني لا مركب من الامرين ، ولو كانت كلمة الشيء مفهوما أو مصداقا مأخوذة في المشتق لكان الموصوف في مثل قولك (زيد الكاتب) مكررا قهرا ، وكان مفهوم المثال (زيد شيء له الكتابة) على اعتبار اخذ مفهوم الشيء في مفهوم المشتق ، أو زيد زيد له الكتابة على اعتبار مصداق الشيء في مفهومه ، وليس ذلك إلّا لاجل بساطة مفهوم المشتق وعدم تركّبه من الامرين.
فان قيل : ان في المثال الاول لم يكرّر (زيد) الموصوف بل ذكر فيه (زيد وشيء) ، قلنا : ان الشيء كلي لا وجود له الا في ضمن مصاديقه ، فالمراد منه هو (زيد) فصار في قوة (زيد زيد له الكتابة).
قوله : ارشاد : لا يخفى ان معنى البساطة بحسب المفهوم وحدته ادراكا وتصورا ... الخ وهو لا يخلو عن فائدة وهي ان المراد من بساطة مفهوم المشتق أن يكون بحسب التصور والادراك واحدا ، بان يكون المشتق حاكيا عن معنى واحد بحيث لا يتصور عند تصوره ، اي عند تصور معنى المشتق ، الا شيء واحد لا شيئان ، الشجر والحجر والمدر فانها حاكية عن معنى واحد ، فمفهومها واحد تصورا وادراكا وحكاية مفهوم المشتق نحو (ضارب) ، ونحو (عالم) ، وان انحلّ بتعمل العقل الى شيئين كانحلال مفهوم الشجر بتعمّل من العقل الى شيء له الشجرية ، وانحلال مفهوم الحجر الى شيء له الحجرية ، مع وضوح بساطة مفهومهما تصورا وادراكا. فكذا مفهوم المشتق انحلّ بتعمل من العقل الى شيئين نحو مفهوم (الضارب) ينحل الى ذات صدر عنه الضرب ، وكمفهوم (الابيض) الى شيء ثبت له البياض ، وهكذا سائر المشتقات.
وبالجملة لا تنثلم ولا تهدم بالانحلال الى الاثنينية بالتعمل العقلي وحدة معنى