هو افعال المكلف من حيث الصحة والاقتضاء والتخيير ، ومسائله هي القضايا الكثيرة. والمبادئ التصديقية منه هي ادلته التي تستنبط منها الاحكام ، والمبادئ التصورية هي تصور الموضوع ، نحو تصور الصلاة لانها احدى صغريات موضوع علم الفقه الذي هو افعال المكلفين ، وتصور اجزائه كتصور الركوع والسجود ، وتصور جزئياته كتصور اليومية والآيات.
بما ذا يتمايز العلم؟
الامر الثالث : في تمايز العلوم ، قال الجمهور : إن تمايز العلوم هو بتمايز الموضوع. وقال بعض : هو بتمايز المحمول وقال المصنف هو بتمايز الغرض وهو الصواب. والاوّلان فاسدان ، اذ بناء على اتحاد موضوع العلم مع موضوعات مسائله يلزم ان يكون كل باب ، بل كل مسألة ، علما مستقلا لاختلاف الموضوع والمحمول وهو كما ترى. فالحق هو تمايز العلوم بالاغراض كما انّ الحق هو اتحاد موضوع العلم مع موضوعات مسائله عينا وان كان يغايرها مفهوما. خلافا للمنطق حيث يقول انّ موضوع المسألة اما عين موضوع العلم نحو كل جسم فله شكل طبيعي والجسم هو موضوع علم الحكمة ، أو كان نوعا منه نحو الاسم اما معرب أو مبني والاسم نوع من الكلمة ، والكلمة هي موضوع علم النحو. أو كان عرضا ذاتيا له نحو كل متحرك فله ميل ، والحركة عرض ذاتي للجسم الذي هو موضوع الحكمة ، وهذا فاسد منشؤه تحديد الموضوع وتعيينه. واما ان قلنا بانّه كلي متحد مع موضوعات المسائل فهذه الأمور تكون من افراده. فتمايز العلوم بتمايز الغرض الذي هو موجب للتدوين. والقدر المشترك بين المسائل اشتراكها في الغرض.
واستدلّ المصنّف على مذهبه بوجهين :
الاول : تحسين العقلاء تدوين العلوم لاغراض ، وان كانت مسائلها متحدة من حيث الموضوع ، كمسائل الصرف والنحو ، كما يقال : الكلمة اما ثلاثي أو رباعي ، واما معرب أو مبني ، فهذه مسألة ، وهي باعتبار الاول من الصرف ، وبلحاظ الثاني من