تقول (الانسان حيوان) كما يصح قولك (الانسان ناطق). ومفهوم الثانيين ، بشرط لا ، فلذا هو آب عن الحمل على الذات والاتحاد معها خارجا ، فلا يجوز ان يقال (الانسان بدن أو نفس) فهذا معنى لا بشرط في الاولين منتزع عن حقيقتهما ، وماهية مفهومهما ، يعني مفهوم الجنس والفصل على النحو الذي لا يأبى عن الحمل وعن الاتحاد مع الذات مصداقا كما علم من المثال.
واما معنى بشرط لا في الثانيين فمنتزع ايضا عن ماهية مفهومهما مع قطع النظر عن طوارئه وعوارضه ، فالمراد منهما ما هو المنتزع عن حقيقة المعنى وجرمه فصار المشتق مثل الجنس والفصل ، في كونه غير آب عن الحمل على الذات وعن الاتحاد معها في الخارج كما قال الحكيم السبزواري قدسسره في منظومته في شرح مفاهيم هذه الأشياء :
جنس وفصل لا بشرط حملا |
|
فمدة وصورة بشرط لا |
فراجع كتب الحكمة لا سيما المنظومة للسبزواري.
ملاك الحمل :
قوله : الثالث : ملاك الحمل كما اشرنا اليه هو الهوهوية ... الخ يعتبر في الحمل الاتحاد من وجه والمغايرة من وجه آخر. لانه مع الاتحاد من جميع الجهات لا تبقى اثنينية حتى يتحقق عقد الوضع وعقد الحمل للموضوع في القضية. كما انه مع التغاير من جميع الوجوه لا يصح الحمل لكون الموضوع والمحمول متباينين حينئذ والحال انه لا يصح حمل احد المتباينين على المباين الآخر فلا بد في الحمل ـ سواء كان أوليا ذاتيا ، أو شائعا صناعيا اشتقاقيا ، أو صناعيا مواطاتيا ـ من الاتحاد من وجه والمغايرة من وجه آخر كما هو الامر في المشتقات مع الذوات ، لمغايرتهما مفهوما ، واتحادهما مصداقا. والحال ان الحمل اتحاد الشيئين في الخارج ـ أي مصداقا ـ متغايران في الذهن ـ أي مفهوما ـ ولا يعتبر ، مع الاتحاد المصداقي والمغايرة المفهومية ملاحظة التركيب ، اي ملاحظة المتغايرين شيئا واحدا ، كما