وجه فساد قول (الفصول) بالتجوّز أو النقل في صفات الباري ما عرفت في اول التنبيه من كفاية المغايرة المفهومية في صحة الحمل ، لان مفهوم العلم والقدرة غير مفهوم واجب الوجود ، فكذا مفهوم العالم والقادر وسائر صفات الكمال غير مفهوم واجب الوجود ، لان المشتق تابع لمبدئه في جرم المفهوم واصل المعنى ، كما لا يخفى على الناقد البصير. ولا اتفاق على اعتبار غير المغايرة المفهومية في صحة الحمل ولو بالاعتبار. فلا يشترط في صحة الحمل المغايرة الحقيقية بل تكفي المغايرة الاعتبارية ، ان لم نقل بحصول الاتفاق على عدم اعتبار غير المغايرة المفهومية كما لا يخفى على من راجع كلام القوم.
وقد عرفت في اوّل التنبيه ثبوت المغايرة المفهومية بين ذات الباري عزّ اسمه وبين مبادئ صفات الباري وهو واضح.
مغايرة الذات والمبدإ :
قوله : الخامس انه وقع الخلاف بعد الاتفاق على اعتبار المغايرة ذهب جماعة الى اعتبار قيام المبدإ بالذات في صحة حمل المشتق على الذات حقيقة بعد اعتبار المغايرة بين الذات والمبدإ بحسب المفهوم. وذهب قوم الى انه لا يعتبر قيام المبدإ بالذات في جري المشتق على الذات حقيقة ، وقد استدلّ من قال بعدم الاعتبار بصدق الضارب والمؤلم ، مع قيام الضرب والألم ، بالمضروب والمؤلم.
صفات الباري تعالى :
قال المصنف : والتحقيق عندي انه لا ينبغي ان يرتاب من كان من اولي الالباب في انه يعتبر في صدق المشتق على الذات وجريه عليها من التلبس بالمبدإ وقيام المبدإ بها ، غاية الامر ان التلبس يختلف ، فقد يكون بنحو الصدور كما في الضارب ، وقد يكون بنحو الحلول كما في العالم والمريض ، وقد يكون بنحو الوقوع عليه كما في المقتول ، وقد يكون بنحو الوقوع فيه كما في المقتل. وقد يكون بنحو