قوله : فتأمل وهو اشارة الى ان غرض (الفصول) من نقل صفات الباري عزّ اسمه هو النقل في هيئات الصفات والمشتقات لا النقل في موادها فلا يرد عليه ما اورده المصنف من اللقلقة في اللسان كما مرّ.
والغرض من نقل الهيئة هو ان اطلاق العالم والقادر لا يجوز على غيره تعالى اما اطلاق المبادئ كالعلم والقدرة ونحوهما جائز على غيره بمفهوم واحد.
غاية الامر على الباري على نحو العينية والاكملية وعلى غيره على نحو الحالية والمحلية والاضعفية.
قوله : السادس الظاهر انه لا يعتبر في صدق المشتق وجريه على الذات حقيقة التلبس بالمبدإ حقيقة وبلا واسطة في العروض ... الخ اعلم ان صدق المشتق على الذات حقيقة لا يتوقف على كون اسناد المشتق حقيقيا والى من هو له كما في (الماء جار) حيث ان اسناد الجريان الى الماء يكون بلا واسطة في العروض ، وحقيقيا ، بل اذا كان اسناده الى الذات مجازيا والى غير من هو له نحو (النهر جار) و (جالس السفينة متحرك) لم يكن مضرّا بصدق المشتق على الذات على نحو الحقيقة.
والمضرّ فيه هو المجاز في الكلمة لا المجاز في الاسناد كما في (الميزاب جار) فاسناد الجريان الى الميزاب ، وان كان اسنادا الى غير ما هو له وبالمجاز ، إلّا انه في الاسناد لا في الكلمة. فالمشتق الذي هو (جار) في المثال قد استعمل في معناه الحقيقي وان كان المبدأ ، وهو الجريان ، مسندا الى الميزاب بالاسناد المجازي ، اذ الجريان ليس قائما بالميزاب بل بالماء لكنّ في كون الماء من الواسطة في العروض تأملا لان الميزاب لا يجري ولو بتبع جريان الماء فيه كحركة (جالس السفينة) بتبع حركة السفينة فليس المجاز لا في مادة الجريان في المثال لانها قد استعملت في معناها الحقيقي وهو السيلان والجريان ولم يرد منها معنى آخر. غاية الامر ان اسنادها الى الميزاب مجازي لعدم قابليته للسيلان ، ولا في هيئته لان الهيئة قد استعملت في معناها الحقيقي وهو الذات المتلبسة بالمبدإ في الحال. غاية الامر ان حمل المشتق على الميزاب مجازي بالعلاقة الحالية والمحلية يعني انه ذكر